جورج عبدالله "يُحرَّر": صفعة للدولة وعراضة لحزب الله

georgea

خروج جورج عبدالله من السجن بعد عقود من الاعتقال بدا وكأنه مشهد مسرحي استفزازي مدروس بدقة، لا يحمل بُعداً إنسانياً بقدر ما يُعيد بعنف نبض الانقسام اللبناني. لحظة الإفراج لم تكن عابرة أو بريئة، بل جاءت بتوقيت مريب ومشحون، وكأنها تُغذي ذاكرة الانقسام بخطاب يساري صادم في وجه يمين متأهب، يُراقب بصمتٍ غاضب.

هو الشيوعي الذي انضمّ إلى جبهة التحرير الفلسطينية، واستقبله نائبٌ عن حزب الله متناسياً أنّ الحزب نفسه كان قد اغتال قيادات من الحزب الشيوعي وخاض حرب المخيمات.

عبدالله، الأسير الماركسي الذي تحوّل إلى رمز في عيون البعض، خرج كأنما يعود من جبهة نضال منتصر، لكن في الحقيقة، بدا وكأن خروجه يُستعمل كأداة جديدة في لعبة فائض القوة والاستعلاء السياسي. حزب الله، الذي لم يتردد في استثمار رمزية عبدالله، يوحي للبنانيين بأنه حقق انتصاراً آخر يُضاف إلى سجل الإنجازات التي لا يُجمع عليها أحد سوى جمهور الحزب.

وسائل إعلام الحزب لم توفر فرصة لتضخيم الحدث وتحويله إلى عرس نضالي، مُستخدمة لغة احتفالية تتجاهل واقع البلد المنهك والشارع المتفجر. مشهدية التحرير هذه، التي تم إخراجها بعناية، لم تعد تُقنع اللبنانيين الذين باتوا يضيقون ذرعاً بمثل هذه العراضات الفوقية، في وقت يبحث فيه المواطن عن أدنى مقومات العيش بكرامة وسط الانهيار الشامل.

فهل لبنان بحاجة إلى مزيد من مشاهد الانقسام والتحدي؟ أم أن هذا التحرير المزعوم هو انتصار آخر على ما تبقى من توازن هش، وانهيار صامت لما تبقى من هيبة الدولة؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: