كتبت نايلا المصري؛ حبسُ أنفاسٍ تعيشه الساحة اللبنانية حتى الساعة الخامسة من عصر اليوم الخميس، حيث سيلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله كلمةً في تشييع القيادي في الحزب فؤاد شكر الذي اغتالته إسرائيل مساء أول من أمس في حارة حريك.
قد لا يكون من الصعب التكهّن بما سيقوله نصرالله، خصوصاً وأن الضربة الإسرائيلية هذه المرة كانت قوية جداً وأصابت هدفاً حساساً لدى نصرالله، فهي قطعت “يده اليمنى” وأتت رسالةً واضحةً له بأن إسرائيل قادرة على الوصول الى أقرب المقربين اليه.
من المؤكد أن نصرالله سيرفع من حدّة المواجهة والتحدّي وفق القاعدة المعروفة بأن الردّ سيكون في الزمان والمكان المناسبَين.
مصادر عسكرية متابِعة أكدّت عبر LebTalks أن ردّ حزب الله سيكون أكثر من حتمي خصوصاً وأن الخسارة كبيرة جداً والاستهداف جاء في عقر داره، مستبعداً أن يكون هذا الأمر بدايةً لحربٍ جديدة ما بين إسرائيل وحزب الله تكون أكثر شموليةً وقد تصل الى العاصمة بيروت متخطّيةً كل قواعد الاشتباك، لافتاً الى أن ردّ الحزب سيكون حتماً ومدروساً، وإن كان موجِعاً لإسرائيل لكنه لن يتخطّى الخطوط الحمر باتجاه إعطاء ذريعة لإسرائيل لشن هجومٍ واسعٍ على لبنان قد تكون غزّة مثالاً مصغّراً عنه.
المصدر العسكري توقّع أن يوجه الحزب ضربة الى الداخل الإسرائيلي قد تستهدف مراكز عسكرية أو قواعد للجيش الإسرائيلي، مؤكداً أن الحزب يعيدُ اليوم خلط الأوراق داخل صفوفه قبل الخارج، فما تعرّضَ له من عملية خيانةٍ موصوفةٍ أدّت الى اغتيال شكر سيدفعه الى البحث جدياً عن شبكة عملاء داخل صفوفه تعطي إحداثياتٍ عن كبار القادة، ما سمحَ لإسرائيل بالوصول الى مكان شكر في وقتٍ أن أبناء المنطقة لا يعرفونه ولا يعرفون مكان سكنه، بحيث تفاجأوا بوجوده في المبنى في هذا التوقيت، كما أن شكر كان يهمّ بالخروج من منزله عند استهدافه من قبل إسرائيل، وهذا ما أكّدته الرواية الأولى حيث تم العثور على جثته في الطوابق السفلية من المبنى.
وفي هذا الإطار، كان لافتاً توقف العمليات العسكرية، بحسب حزب الله ضد إسرائيل منذ عصر يوم الثلثاء الفائت وحتى تاريخ كتابة هذا التقرير، ما يؤكد أن الحزب اليوم هو في مرحلة تقييم سريعة لتداعيات اغتيال شكر وبانتظار ما سيقوله نصرالله عصراً.