Search
Close this search box.

حتى لا تتحوّل بيروت الى “غزّة ثانية”!!

JNOUB-DAMAR

تتقاطعُ المعلومات حول  تنسيقٍ وتناغمٍ بين كلٍ من واشنطن ولندن وباريس، بدليل أنه بعد زيارة وزيري الخارجية والدفاع البريطاني إلى بيروت، جاءت زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين والتي إعتُبرت الأبرز، خصوصاً أنه تَقصّدَ الإدلاء بحديثٍ مطوّلٍ من عين التينة.

وبإجابته على أسئلة الإعلاميين، وقال هوكشتاين كلاماً كبيراً، لاسيما عندما تحدّثَ عن صفقة غزّة، بمعنى أنه يحملُ معه عرضاً متكاملاً، واللافت أنه غادرَ إلى لندن وليس إلى تل أبيب، ولهذا الأمر دلالات مهمة، بمعنى أن بريطانيا مهتمة بلبنان وتلعب دوراً كبيراً، وثمة تواصلٌ وتنسيقٌ بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي و وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي، وقد بلغت الأمور ذروتها، علماً أن  التواصل يحدثُ بشكل يومي، لا سيما أن بريطانيا تلعب دوراً كبيراً في المنطقة.

وعلى هذه الخلفية، فإن التنسيق الأميركي- البريطاني- الفرنسي كان له وَقعه مع وصول وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه إلى بيروت، وهو دليلٌ قاطعٌ على أن هذا التناغم سيكون في وقت قريب ذو مفاعيل سياسية بارزة حول الدبلوماسية الدولية، بعد التحذيرات التي أطلقها هوكشتاين، بمعنى أن دخول لبنان في الحرب أو ردّ حزب الله سيكون عملاً كارثياً، ومن الطبيعي، كما يُنقل عن دوائر مقرّبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، بأنه على تواصل وتنسيق مع حزب الله، وهو مكلّف بالمفاوضات مع الموفدين الدوليين، وفي طليعتهم الموفد الأميركي آموس هوكشتاين.

لهذه الغاية، فإن الرئيس برّي الذي قابلَ هوكشتاين في بداية زيارته، قال له إن إسرائيل تُدمّر قرى وبلدات الجنوب وغزّة وهذا عمل إجرامي، فردَّ هوكشتاين بأنه سيبذل جهداً من أجل أن تقف الحرب في غزّة، لأنها ستنسحب تلقائياً على هدنةٍ في لبنان، وسيُعاوَد الحديث عن الترسيم البرّي، بمعنى أن هناك صفقاتٍ متكاملة من غزّة إلى الجنوب قد تبرزُ معالمها في وقت قريب إذا سارت الأمور على ما هي عليه، وذلك مرهونٌ بكيفية ردّ حزب الله وإيران على مقتل القياديَين في حماس وحزب الله إسماعيل هنية وفؤاد شُكُر، لذلك فإن البلد في حالة ترقّبٍ شديد، فهل سيردُّ حزب الله أم أن هناك رسالةً بلّغها هوكشتاين تُعتَبرُ تحذيرية مفادها أن إسرائيل ستقصفُ بيروت والضاحية ومناطق أخرى، وستحوّلها إلى غزّة ثانية، لذلك اللعبة باتت معقّدة وصعبة ما بين الدبلوماسية والميدان، لكن التحرّك الفرنسي- البريطاني- الأميركي يأتي في إطار الدليل على أن ثمة توجّهاً دولياً لمنع الحرب الشاملة، وفي حال حصل ردّ من حزب الله، فقد يتمُّ إحتواؤه، إن لم يكن على مستوى كبير يؤدي إلى ردٍّ إسرائيلي مماثل.
 

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: