كتب عماد حداد:
لم تكد تبدأ الإحتفالات الكبرى التيار الوطني الحر وشرب نخب النصر المتواضع في الأرقام والمدعوم بأصوات الثنائي حتى أطل الإستحقاق البلدي كدفعة على حساب الدعم الذي تلقاه مرشح باسيل من الثنائي الشيعي، وفي هذا المجال يقول أحد السياسيين بأنّه إذا كان يحسد باسيل على شيء فعلى التزام حلفائه معه وقدرتهم على تقديم ما يلزم لانتشاله ولكن ما لا يحسده عليه هو الثمن الذي يدفعه باسيل لتصبح المعادلة وتصحّ “من تحت الدلفة لتحت المزراب”، أمر آخر لا يُحسد عليه باسيل على الرغم من مكابرته و “جرأته” (حتى لا نقول كلمة أدقّ في التوصيف) في تبرير قراراته وانعكاساتها السلبية عليه وعلى المسيحيين، فمسألة الإنتخابات البلدية باتت تشكّل إحراجاً بعد بلوغها مرحلة الحسم واتخاذ القرار في شأنها.
ودعا السياسي إلى عدم استسهال موقف باسيل وإن كان هو شخصياً من حشر أمره بين خيارين كلاهما مؤلم ومُكلف، فالمشاركة في جلسة التمديد للبلديات التي لا يمكن أن تحصل من دونه هو خيار مرّ شعبياً جداً جداً جداً، ولكن الخيار الأمرّ هو إجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية والخضوع للإمتحان الشعبي الأول بعد نهاية عهد الرئيس ميشال عون وتقلّص النفوذ السلطوي والخدماتي الذي كان يؤمّن للتيار الموارد اللازمة لخوض معاركه، إلى جانب عدم قدرة حليفيه، اللدود والودود، على تقديم الدعم ما خلا بعض القرى التي تقدّم ولا تؤخّر في الوجه السياسي للإنتخابات، أضف إلى ذلك الإنقسامات داخل التيار التي ستفرز عدة أجنحة تضمّ نواباً وقياديين مناطقيين سيغرّدون خارج سرب التيار في حال جرت الإنتخابات وتضارب خيارات باسيل مع نظرة هؤلاء في اختيار المرشحين على اعتبار أنهم الأقرب على الأرض والأقدر على اختيار الأنسب.
ويختم السياسي بأن هذه العوامل ستؤدي إلى اختيار باسيل الكأس المر في الذهاب إلى التمديد للبلديات سعياً لتأجيل الكأس الأمرّ علّ وعسى أن يتمكن من معالجة وضعية التيار في البيئة المسيحية وسدّ الثغرات، إنما، ودائماً بحسب السياسي نفسه، فكل ما سيفعله باسيل هو تأجيل المحتم وإطالة معاناته ومعاناة اللبنانيين من دون طائل، فالثغرات أصبحت هوّة عميقة تفصل بين تيار عون وتيار باسيل، هوّة يصل عمقها إلى جهنم.