كتب بسام أبو زيد:
يحيي اللبنانيون يوم الجمعة في ١٤ شباط الذكرى العشرين لإغتيال الرئيس رفيق الحريري، ويأمل جمهور تيار المستقبل والكثير من اللبنانيين أن يعلن الرئيس سعد الحريري عودته إلى ممارسة العمل السياسي وخوض الاستحقاقات المقبلة وفي مقدمها الإنتخابات النيابية المقبلة في أيار من العام ٢٠٢٦.
عودة الحريري إلى الحياة السياسية في لبنان ستعطي المزيد من الزخم لانطلاقة البلد في هذه المرحلة الجديدة التي تمر بها المنطقة وهي مرحلة تساعد بالفعل الرئيس سعد الحريري للعودة إلى ممارسة العمل السياسي، فالنفوذ الإيراني في لبنان والذي كان سبباً من أسباب تعليق عمله السياسي قد تراجع في شكل كبير ليس في لبنان فقط بل في المنطقة خاصة وأن نظام الأسد قد سقط أيضاً، وبالتالي تأتي الذكرى الـ٢٠ لإغتيال الرئيس رفيق الحريري في ظروف هي الأولى من نوعها منذ ١٤ شباط ٢٠٠٥، فالمتهمون بعملية الإغتيال أصبحوا في حالة ضعف ووهن وفقدوا الكثير من أوراق القوة والتأثير التي كانوا يملكونها في لبنان، وعودة الحريري لممارسة العمل السياسي ستفقدهم المزيد ولا سيما حزب الله الذي كان يصف المتورطين من صفوفه بعملية الإغتيال والذين أدانتهم المحكمة الدولية بأنهم من “القديسين” رافضاً تسليمهم لنيل عقابهم وقد أصبحت المطالبة بهم الأن تحصيلاً حاصلاً لا سيما وأن اسم بعضهم مثل سليم عياش مرتبط بجرائم اغتيال أخرى.
هذه الظروف المستجدة في لبنان والمنطقة لا بد وأن تجعل من ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري مناسبة وطنية جامعة تماماً كما كانت بالتحديد في ١٤ آذار ٢٠٠٥ حيث اجتمع السنة والمسيحيون والدروز، واليوم ينضم إليهم الكثير من الشيعة الذين خرجوا عن الطاعة الإكراهية لحزب الله، فتأتي هذه الذكرى في هذا الجمع الوطني المتوقع عامل دعم لعهد الرئيس العماد جوزاف عون، ومناسبة للتأكيد على الشراكة الوطنية في بناء الدولة وسيادة قرارها لا سيما وأن الرئيس الحريري الشهيد والرئيس سعد الحريري كانا من العاملين على تحقيق هذا التوجه فالتقيا مع المسيحيين وفي مقدمهم حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع وحزب الكتائب برئاسة سامي الجميل ومع الدروز برئاسة وليد جنبلاط.
وإذا كانت المشاركة الوطنية في هذه الذكرى هي التي تعني في المشهد العام فإن المشاركة المسيحية قد تكون العامل الأبرز لأنها ستؤكد على جانب مهم جداً في الوحدة الوطنية لبناء الدولة القوية والتعاون المستقبلي لخير لبنان وتخطي أي خلاف ثانوي لا سيما وأن معمودية الدم التي طالت الجهتين في الاغتيالات رسخت من المصير الواحد بينهما وقد حان الوقت اليوم لقطف ثمار المعاناة واستعادة لبنان والدولة.