طاولة جعجع المربعة

Samir Geagea32

كتب جاد حاوي ـ تلف المبادرات الرئاسية خلال الحرب وتدور، ويعود كل شيء إلى طاولة سمير جعجع. حُكي في "عين التينة" أن هناك مبادرة سياسية "إنقاذية" لانتخاب رئيس للجمهورية. بدا حديث مجالس نبيه برّي كأنه تواضع، وقرر، أخيراً، السير بالدستور اللبناني وآلياته في انتخاب رئيس. تخلى عن الحوار غير الدستوري وقرر فتح البرلمان. هكذا صرّح المتحدثون باسمه، خاصة نائبه الياس بو صعب ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

جال ممثلو الكتل النيابية على رؤساء الأحزاب، وعادوا محمّلين باللا شيء. بري يناور، ولم يتجرأ على القول، بصوته وحضوره وبما يمثله، إنه يريد انتخاب رئيس. عاد بسرعة إلى المربع الأول وربط الانتخاب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله". تحمس، قبل تلك الفترة، بعض النواب من هنا وهناك، وصدقوا برّي، ظنّاً منهم أنه يكترث لسد الفراغ الرئاسي. وحده رئيس حزب "القوات اللبنانية" كان أكثر فطنة من البقية وعلم أن برّي يناور لا أكثر. هو يعرفه منذ زمن طويل، منذ بداية الثمانينات الماضية، ويفهمه ويعرف "حركاته".

نُشر خبر على وسائل الإعلام في الأيام الماضية أن برّي طلب من السعودية أن تضغط على جعجع لحضور جلسات الحوار، إلا أن الرياض رفضت لعِلمها المسبق أن الرجل لا يُساوم ولا يكترث لضغط من هنا أو تمني من هناك، خاصة وإن كان الأمر مربوطاً بموقع رئاسة الجمهورية وسلامة العمل وانتظامه في الدولة. قد يكون الخبر حقيقياً وصحيحاً، أو ربما تسريب إعلامي من أقلام ارتجلت موقفاً على هواها، غير أن الأكيد أنه لا رئيس من دون جعجع، ولا رئيس من دون آلية انتخاب واضحة، ولا مونة لأحد على "الحكيم" هذه الأيام. فليقلع برّي وحليفه أشواكهم لوحدهم. جعجع ينتظر الرئيس المنتخب بشكل دستوري، ونفسَه أطول من كل البقية المثكولين بمصائبهم بسبب الحرب التي يخوضونها. حين يحين موعد انتخاب رئيس جدي فليصعدوا إلى معراب. هناك طاولة مربعة كبيرة شرشفها أبيض بانتظارهم، هناك يكون الفيصل والكلام والحلّ.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: