أثار تصريح سفير إيران في القاهرة، الذي قال فيه إنّ "الحزب يدافع عن نفسه وعن المجتمع الشيعي في لبنان"، موجة واسعة من الردود داخل الساحة اللبنانية، ولا سيما داخل البيئة الشيعية نفسها.
فقد اعتُبر الكلام تدخلاً في تحديد هوية المجتمع الشيعي ودوره، ومحاولة لرسم صورة موحدة لا تعكس التنوع القائم داخل الطائفة، كما أعاد فتح النقاش حول علاقة لبنان بالدول الخارجية وحول مسؤولية الدولة في حماية مواطنيها. ويأتي هذا التصريح في لحظة إقليمية دقيقة، ما زاد من حدة ردود الفعل محلياً وعلى مستوى الرأي العام.
في هذا السياق، وجّه هادي مراد، طبيب وناشط سياسي شيعي لبناني، تصريحاً حاداً، رداً على كلام السفير الإيراني في مصر، معتبراً أن تصريحاته تمثّل "إهانة خطيرة بحق شيعة لبنان".
وقال مراد، في حديث لموقع LebTalks: "هذا كلام خطير جداً وإهانة بحق شيعة لبنان، شيعة لبنان لا يحتاجون إلى أي دولة خارجية لتحميهم، شيعة لبنان تحميهم الدولة اللبنانية فقط، وطبعاً الامتداد العربي، كون هذا الأمر جزءاً لا يتجزأ من دستورنا في لبنان".
أضاف موجهاً كلامه للسفير الإيراني: "فليحمِ نفسه وشيعة إيران من الجوع والفقر والحرمان والذل والقيود المجتمعية المفروضة على نساء إيران. فليُفكّر أولًا بـ 60 مليون إيراني يعيش معظمهم تحت خط الفقر، ونحن لا نريد منه شيئًا".
وتابع مراد: "إذا أردنا أحداً أن يحمينا، فنريد من يحمينا منهم، لأنّهم هم الذين ضحّوا بنا، ويعتبروننا مرتزقة بأيديهم ورأس مال لهم، ويقولون إنهم سيقاتلون حتى آخر شيعي هنا في لبنان".
وأكد أنّ "كلام السفير مردود عليه وتافه، والحزب لا يدافع عن المجتمع الشيعي في لبنان، وهو لا يمثّل الطائفة الشيعية كلها".
واستند مراد إلى معطيات وأرقام قائلاً: "الإحصاءات تقول عكس ما يدّعيه، فالإحصائية الأخيرة التي أُجريت في لبنان تُظهر أن 30% من الطائفة الشيعية لا تريد السلاح، والانتخابات النيابية التي جرت قبل الحرب أثبتت أن 30% فقط من الشيعة هم حزب الله".
وختم: "لا نقبل التعميم بأن كل الشيعة تابعون لحزب الله أو أنّه هو مَن يدافع عنهم".