اخيراً تحققت عدالة السماء بسقوط النظام السوري المستبد والحاكم بآلات القتل والإجرام، فإستراحت أنفس عشرات السياسيين اللبنانيين، ومئات المناضلين والمعتقلين والمخفيين في السجون السورية، الذين دفعوا ثمن رفضهم للطغاة الحاكمين وكل من قال لا للاحتلال السوري، الذي هيمن على لبنان 29 عاماً، منفذاً الإغتيال والحرق بكل رافض لحكمه، والاعتقال لمَن يطالب بحرّية لبنان وسيادته.
هذا السقوط تزامن هذا العام مع ذكرى إستشهاد أحد أركان ثورة الارز النائب والصحافي جبران تويني، الذي سقط على أيدي النظام السوري في 12 كانون الاول 2005 خلال تفجير موكبه في منطقة المكلس.
هو الشهيد الخامس من قوى 14 آذار الذين طالبوا بخروج الجيش السوري، بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، توالت الاغتيالات وصولاً الى كل مناضل واعلامي حرّ تصدّى للهيمنة السورية، فكان الرد بالقتل اي بالطريقة الوحيدة التي يستعين بها آل الاسد لكل مَن يعاندهم.
اليوم نقف إجلالاً ونوجّه التحية لروح كل شهيد سقط من أجل حرّية لبنان، ونردّد القَسَم الشهير الذي أطلقه الشهيد جبران تويني، الذي بات نشيداً للحرّية والنضال من أجل لبنان العظيم كما أسماه.
في كلّ ذكرى لإستشهادك نجدّد الإصرار على تحقيق حلمك بلبنان الموحّد، والتشبّث بالأمل والتمسّك بالمستقبل، 19 عاماً على فقدان جبران، ذلك المقاوم والمؤثر على جيل الشباب، الذين تأثروا به كبطل مقدام في ساحات النضال، وبالكلمة الحرّة التي تصدّى من خلالها لكل طامع بلبنان، كان شجاعاً الى أقصى الدرجات، لا يخاف الترهيب والتهديد، ولا يأبه للموت الذي طاله بالجسد فقط، فبقي صوته يصدح في أرجاء لبنان، لم يساوم على السيادة بل سار على درب التمرّد ضد الظلم والتبعية، منتفضاً على الإستبداد بجرأة القلم.
اليوم نسأل ماذا لو كان جبران بيننا وشهد السقوط المدوّي للقتلة والمجرمين؟، من هنا نستذكر فرحتك بخروج الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005، حين شعر اللبنانيون بفرحة الحرّية بعد عقود من الاحتلال، حينها عبّرت عن الإنتصار غير المكتمل، بعد تغريد رئيس “التيار الوطني الحر” حينذاك ميشال عون خارج السرب المسيحي، فطالبته بالعودة الى النضال السابق، وعدم الإطاحة بهذا النصر المنتظر، لكنه خيّب آمالك كالعادة.
اليوم نفتقدك بقوة أيها الثائر الذي لم ينكسر، بل بقي حيّاً في القلوب والأذهان، ليتحوّل قسمه الشهير الى نشيد للثوار وصوت صارخ للمناضلين من أجل لبنان.
في الختام ندعو كل اللبنانيين الى تلاوة قسم جبران في كل المناسبات الوطنية، لانّ لبنان لا يقوى الا بوحدته، وما أحوجنا اليوم الى هذه الوحدة لتحقيق حلمنا بلبنان الجديد.