عشاق"الحزب" تفرّقوا.. لا حلفاء بل مجموعة خصوم!

hezeb

حين يطالب اي حليف لحزب الله بتسليم سلاحه وبحصرية هذا السلاح بيد الدولة اللبنانية، يتحوّل بسرعة البرق من حليف الى خصم ولاحقاً الى عدو، لانّ سلاحه مقدّس كما يقول ومرتبط  بعقائد دينية.

من هذا المنطلق تفرّق عشاق الحزب  مع مصالحهم الخاصة وما أكثرها، وفي طليعتها التحالف الانتخابي والاستفادة من كل النواحي، لكن أمام مطلب تسليم السلاح تسقط كل التحالفات بالنسبة للحزب، الذي لم يفهم بعد او بالاحرى يتغاضى عن واقعه، بأنّ كل شيء انقلب رأساً على عقب، والنتيجة حزب الله في عزلة داخلية وخارجية غير مسبوقة، بعدما إنتقل الحلفاء الى الضفة المقابلة، مما يعني أنّ كل الشعارات السابقة أصبحت منسية ومجرد كلمات غاب وهجها، ولم تعد تنفع لشدّ العصب الشيعي الغارق في المآسي والكوارث جرّاء تأييده للحزب، اذ لا مجال للعودة الى تلك الشعارات التي باتت في إطار الاطلال وحائط المبكى، لأنّ اللعبة انتهت وأسدلت الستارة، وآن الآوان أن يفهم الجميع بأنّ زمن الدولة آتٍ وزمن الدويلة انتهى.

وبالعودة الى الحلفاء السابقين، برزت مواقف لرئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل التي اجمعت على "انّ اللبنانيين جميعهم دفعوا ثمن وجود سلاح الحزب، لذلك يجب أن تستفيد منه الدولة اللبنانية وليس إيران، مع الدعوات المتكرّرة للإنخراط في مشروع بناء الدولة وتسليمها السلاح لأنّ مهمّة الدفاع يجب أن تصبح في يد الدولة، فنحن نريد السلام في المنطقة من دون الاستسلام لإسرائيل".

أما الحليف الثاني فيتمثل بآل فرنجية وتيار"المردة"، بعدما اعلن النائب فرنجية "بأننا بحاجة إلى حصر السلاح بيد الدولة وإعادة تكوين الجيش، وعلينا أن نلتفّ جميعنا حول منطق الدولة والمؤسسسات، رهاننا على الدولة سينقذ لبنان بدءاً من واقع العسكريّين إلى العتاد والسلاح، ما يمكّن هذه المؤسسة من حماية لبنان وحدوده مع إسرائيل، كما حمايته من كل المخاطر الممكنة".

كما كان موقف لوزير المالية ياسين جابر المحسوب على حركة أمل، بشأن حصرية السلاح بيد الدولة وحدها، وقوله: "أولويتنا بناء الدولة وتقوية مؤسساتها وتفعيل دورها وتعزيزه، وفي مقدمها الجيش اللبناني والقوى، وهذا ما أكد عليه البيان الوزاري".

في السياق دخل الحلفاء السنّة على الخط ليردّدوا الكلام عينه، بدءاً بالنائب فيصل كرامي الذي إنقلب سياسياً 180 درجة، ليتبعه النائب حسن مراد في تصريح مماثل.

وعلى الخط الدرزي، برز إنقلاب في المشهد التحالفي بين الجاهلية وحارة حريك، بعد "تكويعة" لافتة جداً من الوزير السابق وئام وهاب وصفت بغير المسبوقة في تاريخ التحالفات، فقلب الوضع ليصبح ضمن خصوم الحزب واكثر.

اما النائب السابق وليد جنبلاط فيلتزم الصمت الايجابي، الذي يجمع في طياته مطلب تسليم السلاح والبقاء على شعرة معاوية مع حزب الله، لحفظ خط الرجعة كما يفعل دائماً  زعيم المختارة.

وعلى خط الختام، فقد تركناه للاخ الاكبر نبيه برّي الذي يحمل تركة ثقيلة من الحزب، بعدما ضاق ذرعاً بهذه الوصية لأنها جعلته يتنقل بين الألغام السياسية خلال لقائه الموفدين الأميركيين، أو إطلاق المواقف البعيدة نوعاً ما عن الحزب كي لا يخرج عن التحالف معه، لكن ضمنياً هو مع تسليم السلاح مقابل بعض الشروط والمطالب المحقة.

هذه المشاهد تؤكد بأنّ الحزب في وضع لا يُحسد عليه، اذ بات مطوّقاً بمجموعة خصوم من كل الجهات الداخلية والعربية والدولية، ولا جدوى من التمسّك بالسلاح الذي لم يعد ينفع، وإلا لكان إستعمل يوم امس للرد على الغارات والتهديدات الاسرائيلية لبعض قرى الجنوب، لذا حان التفكير جدّياً بالمستجدات المرتقبة  التي ستدخل لبنان في أتون النار مجدّداً.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: