"علاقة تكاملية بين القوات والـMTV".. جبور: جعجع يستعد لإطلاق رسائل حاسمة الاحد

162649801752

مع بداية شهر أيلول، تستعيد الذاكرة الوطنية اللبنانية صفحات من البطولة والتضحية التي كتبها شهداء المقاومة اللبنانية، الذين وقفوا على خطوط المواجهة دفاعاً عن الأرض والسيادة والكرامة. هؤلاء الرجال والنساء لم يقدّموا حياتهم إلا من أجل لبنان، حاملين رسالة صمودٍ لا تعرف الانكسار.

لطالما كانت تضحيات الشهداء رمزاً للوحدة الوطنية والمقاومة ضد كل محاولات التفكيك والضعف. ففي كل ذكرى استشهاد، تتجدد التأكيدات بأن دماءهم كانت وستبقى أمانة يجب أن نحفظها، وراية عزّة لم تلن أمام التحديات والصعاب.

في السياق، أشار رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور إلى أنّها ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، لأنّ كل من سقط من الشهداء لم يسقط دفاعاً عن فئة من دون أخرى، إنما عن جميع لبنان. بينما من سمّوا أنفسهم مقاومة زوراً وبطلاناً، هم يدافعون عن مشروع إيراني تخريبي لا علاقة له بلبنان لا من قريب ولا من بعيد. وبالتالي، من يدافع عن لبنان هو هذا الخط التاريخي الذي حمل القضية، واستُشهد آلاف الشهداء من أجله.

أضاف جبور أنّ هذه المحطة، أي قداس الشهداء، تأتي بعدما تحقق ثلاثة أمور وخطوات تاريخية:

أولاً: سقوط نظام الأسد. فالقوات اللبنانية كانت في مواجهة تاريخية مع هذا النظام على امتداد عقود، منذ بدايات الحرب اللبنانية، حيث سقط آلاف الشهداء في مواجهة محاولاته ابتلاع لبنان وشطب القوات من المعادلة اللبنانية. فإذا به يخرج من المعادلة اللبنانية والسورية، وتعود القوات اللبنانية التي واجهته لتكون جزءاً أساسياً من المعادلة اللبنانية.

ثانياً: يأتي هذا الاستحقاق، وللمرة الأولى منذ العام 1990، في ظل سلطة لبنانية صافية الصناعة، أي أنّها غير ناتجة عن تدخل احتلال سوري أو إيراني عبر حزب الله. فنحن اليوم أمام رئيس جمهورية ورئيس حكومة وسلطة لبنانية من إنتاج داخلي، سمحت بإعادة تطبيق اتفاق الطائف من خلال القرار التاريخي الذي اتخذته السلطة في 5 آب، والرامي إلى بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية ونزع السلاح غير الشرعي، وفي طليعته سلاح حزب الله.

ثالثاً: في السياق عينه، أشار جبور إلى أنّ كلمة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هي كلمة منتظرة، لأنها تحدّد الاتجاه العام وترسم مسار الحدث الوطني. فهي تأتي لتؤكد أن فريق الممانعة حرم اللبنانيين 35 عاماً من حقهم في الحياة الطبيعية بسبب الانقلاب على الدستور منذ العام 1990 حتى اليوم. لكن بعد 35 عاماً "ما صح إلا الصحيح"، فالمواجهة التي خاضتها القوات وقوى سيادية أخرى أثبتت أنّ الخط التاريخي السيادي اللبناني الوطني قد انتصر لقيام دولة فعلية، بعيدة عن السلاح غير الشرعي.

وتابع جبور موضحاً أنّ الكلمة ستتضمن أيضاً رسائل واضحة إلى كل من أراد ابتلاع لبنان، أو حاول استجراره إلى مشاريع الخارج، أو سعى إلى فرملة قيام الدولة. كما ستتضمن رسالة إلى الشباب والشابات من أجل أن تكون لديهم الثقة والاطمئنان بأنّ لبنان خطا خطوات نحو المستقبل، وأنّ قلقهم التاريخي على بلدهم وهجرتهم يجب أن يعاد النظر فيه، لأنّ قيام الدولة الفعلية يضمن مستقبلهم.

وعن الخلاف مع قناة الـMTV، أشار جبور إلى أنّه لا وجود لأي خلاف بين القوات اللبنانية والقناة، بل هما في حال تكاملية سياسية وإعلامية. وما حصل لم يكن سوى إشكالية تقنية حالت دون نقل القداس، وقد عولجت هذه المسألة التقنية وعادت الأمور إلى نصابها الصحيح. وبالتالي، كل من يراهن على شرخ بين محطة سيادية كـMTV وقوى سيادية كـ"القوات" سيخيب، إذ إنّ القوات هي رأس حربة المواجهة السياسية، والـMTV رأس حربة المواجهة الإعلامية، ونحن في حالة تكاملية لا مجال للتلاعب بها.

في هذا السياق، يتحتم على المجتمع اللبناني كله، سياسيين ومواطنين، أن يتذكروا أن الحفاظ على إرث الشهداء ليس مجرد واجب رمزي، بل هو التزام عملي بالثبات على مبادئ المقاومة والكرامة، والوقوف في وجه كل من يسعى إلى المسّ بأرض لبنان أو تاريخه.

شهداء المقاومة اللبنانية لم يسقطوا عبثاً، بل زرعوا بذور صمود لا تموت، وبقوا نقطة التقاء بين تاريخ الوطن وأمله بمستقبل حرّ ومستقل.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: