"حين رأيتُ وجهَ البابا يشعّ سلاماً وفرحاً، نسيتُ ما يُسمّى بروتوكولاً، ولم أستطع إلّا أن أعانقه". بهذه الكلمات اختصرَت كريستينا بشارة ابنة الـ25 سنة، لموقع LebTalks، لحظة العناق النادرة التي عاشتها خلال زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان. اللقاء الذي ترك أثراً كبيراً في حياتها وفي قلوب كل اللبنانيين من جميع الطوائف.
لقاء البابا كان حقّاً "أعجوبة". مسلمون ومسيحيّون، أطفال وكبار، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب اتّحدوا. 3 أيّام عشنا فيها سلاماً لا يوصف، 3 أيام لم تنشف فيها أعيننا من الدموع، ولم تتوقّف قلوبنا عن الخفقان من فرح الزيارة.

تشير كريستينا إلى أنّها منذ إعلان زيارة البابا، شعرَت أنّ شيئاً استثنائياً ينتظرها. بدأت تصلّي لتجدَ مكاناً قريباً من البابا، قبل أن تُختارَ لتمثيل الكنيسة المارونية في لقاء الشبيبة في بكركي، ضمن لجنة ضمّت 7 شبّان من مختلف الكنائس اللبنانيّة. وفي الاثنين 1 كانون الأوّل، ما إن لمحت البابا يدخل إلى الباحة حتى تسارعت دقّات قلبها.
وعندما مدّ يده لمصافحتها، تقول: "لم أستطع أن أفلتها، تمسّكتُ بها وسألته بهدوء: هل أستطيع أن أعانقك؟ (Can I give you a little hug?) فأجاب بالموافقة مبتسماً".

كانت لحظة عفويّة وسريعة، لكنّها صادقة، حتى دخلت قلب كلّ شخص وأبكته. ومثلما لمست لحظة كريستينا القلوب، نسجت الزيارة مشاهد أخرى لا تقلّ تأثيراً في لبنان. من عنّايا واللقاء المسكوني والحوار بين الأديان، مرورًا بدير الصليب ولقاء أهالي ضحايا 4 آب والقداس الإلهي، لبّى اللبنانيّون النداء نفسه: نداء الرجاء. آلاف توافدوا من كل الطوائف والانتماءات، ليذكّروا أنّ لبنان، مهما اشتدّت أزماته، يظلّ بلداً يجمع أبناؤه حول ما يوحّدهم لا حول ما يفرّقهم.
عاد البابا الثلثاء إلى روما، لكن سلامه بقي. بقي في الطرق المكتظة، في أهازيج الاستقبال، في صلوات الشبيبة، في دموع العائلات، في دبكة الفرح التي جمعت الغرباء، وفي اللحظة التي شعر فيها اللبنانيون أنّهم، ولو لمرّة، شعب واحد، قلب واحد، ورجاء واحد.
شكراً يا بابا!