في ظل بقاء حماس كحقيقة واقعية.. ورقة تقدير موقف: صعوبات إعادة إعمار غزة

gasa

كتب مركز رصد للدراسات الاستراتيجية والسياسية:

تعد إعادة إعمار قطاع غزة من أبرز التحديات التي تواجه الساحة الفلسطينية، خاصة بعد الدمار الذي خلفته جولات الصراع المتكررة مع إسرائيل. ورغم أهمية جهود إعادة الإعمار لتحسين الأوضاع الإنسانية، إلا أن هذه الجهود تواجه صعوبات كبيرة نتيجة المناورات السياسية والعسكرية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، والتحفظات الإقليمية والدولية على تقديم الدعم المالي في ظل استمرار سيطرة حماس على القطاع.

مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية وضع ورقة تقدير موقف عن هذه الأزمة، وهي الورقة التي تناولت صعوبات عمليه منظومة إعادة الأعمار.

في البداية تطرقت الورقة إلى ما أسمته سياسات حماس والجهاد الإسلامي وتأثيرها على إعادة الإعمار ، وعن هذه النقطة تقول الورقة : تسعى حركة حماس إلى تثبيت وجودها في المشهد السياسي الفلسطيني من خلال استغلال ملف إعادة الإعمار لتحقيق مكاسب سياسية. تعمل حماس على تقديم نفسها كقوة مسيطرة وممثلة للشعب الفلسطيني في غزة، مستغلة تدهور الأوضاع الإنسانية لجذب التعاطف الشعبي والدولي.

وتنتقل الورقة للحديث عن استغلال ملف المساعدات ، حيث تسعى حماس إلى توجيه المساعدات الدولية وفقًا لأجندتها الخاصة، مما يضعف من قدرة السلطة الفلسطينية على القيام بدورها كجهة شرعية ووحيدة لتمثيل الشعب الفلسطيني.

وهناك بعض من النقاط التصعيدية المتعلقة بهذه النقطة ومنها ، التصعيد العسكري: تستمر حماس والجهاد الإسلامي في تنفيذ هجمات وتصعيد التوتر مع إسرائيل، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية وإضعاف بيئة إعادة الإعمار.

ثانيا …تعزيز النفوذ الداخلي: تحاول حماس توسيع قبضتها الأمنية والسياسية على القطاع من خلال السيطرة على الموارد والإعلام المحلي.

وعن الموقف العربي من إعادة إعمار غزة تقول الورقة أن العديد من الدول العربية تبدي تحفظها على تقديم الدعم المالي لإعادة إعمار غزة طالما بقيت حركة حماس مسيطرة على القطاع، وذلك للأسباب التالية ، وفقا ل الورقة وهي :

1. استمرار الصراع العسكري: ترى بعض الدول أن حماس تستخدم المساعدات الإنسانية كغطاء لمواصلة تصعيدها العسكري ضد إسرائيل، مما يجعل الدعم المالي غير مثمر على المدى الطويل.

2. التحفظ على سياسات حماس: تعتبر العديد من الدول العربية أن حماس تضعف المشروع الوطني الفلسطيني وتعمل خارج إطار الشرعية الفلسطينية المتمثلة في الرئيس محمود عباس وحكومته.

3. الخوف من التورط السياسي: ترى بعض الدول أن دعم إعادة الإعمار في ظل وجود حماس قد يُفهم كدعم غير مباشر لسياساتها، مما يؤثر سلبًا على علاقاتها الإقليمية والدولية.

وعن المشهد الاستراتيجي في قطاع غزة تقول الورقة أنه ومن الناحية السياسية والأمنية، يبدو أن حماس ستظل قوة مؤثرة في القطاع على المدى القريب والمتوسط، مما يزيد من تعقيد الوضع.

• تعزيز السيطرة الأمنية: تستغل حماس سيطرتها الأمنية لتعزيز نفوذها السياسي، مما يضعف من قدرة السلطة الفلسطينية على استعادة دورها في القطاع.

• تعطيل المصالحة الفلسطينية: تعرقل حماس جهود المصالحة الوطنية من خلال رفضها تسليم إدارة القطاع للسلطة الفلسطينية، مما يجعل أي تقدم في ملف إعادة الإعمار مرهونًا بموافقتها.

• تفاقم الأوضاع الإنسانية: تؤدي سياسات حماس إلى تفاقم الأوضاع المعيشية في القطاع، مما يعمق من اعتماد سكان غزة على المساعدات الدولية، ويزيد من صعوبة تنفيذ برامج الإعمار بشكل فعال.

رؤية داعمة للسلطة الفلسطينية

في ظل هذا الوضع المعقد، يصبح دعم السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس أمرًا ضروريًا لضمان نجاح جهود إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في غزة.

1. تعزيز الشرعية الفلسطينية: يجب على المجتمع الدولي أن يربط تقديم المساعدات بإعادة تمكين السلطة الفلسطينية في القطاع، بما في ذلك السيطرة على المعابر وإدارة الموارد.

2. ضغط دولي على حماس: ينبغي على الدول الداعمة للقضية الفلسطينية أن تمارس ضغطًا سياسيًا على حماس لإنهاء سيطرتها على القطاع وتسليم إدارته للسلطة الشرعية.

3. إدارة فعالة للمساعدات: ضرورة إنشاء آلية دولية تحت إشراف السلطة الفلسطينية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بعيدًا عن أي استغلال سياسي.

4. تعزيز المصالحة الوطنية: يتطلب تحقيق تقدم في ملف إعادة الإعمار تحركًا جادًا نحو إنهاء الانقسام الداخلي، مما يستدعي دعم جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية بقيادة السلطة الشرعية.

وتختتم الورقة حديثها بالقول إن إعادة إعمار غزة تمثل اختبارًا حاسمًا للمجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية لاستعادة دورها في القطاع وتحقيق الاستقرار. ومع ذلك، فإن استمرار سيطرة حماس والجهاد الإسلامي يمثل عائقًا كبيرًا أمام هذه الجهود. يتطلب تجاوز هذه التحديات رؤية شاملة تجمع بين دعم الشرعية الفلسطينية، وضمان الشفافية في إدارة المساعدات، والضغط على الأطراف المعطلة لتحقيق تقدم حقيقي يخدم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: