Search
Close this search box.

قافلة معراب تسير رغم “أنف الممانعين”

كأن التاريخ يعيد نفسه ولكن في الإتجاه المعاكس، حيث انقلبت المقاييس والمعادلات وحتى قوانين الطبيعة وسرعة حقوق الإنسان.

ومقابل اليد الممدودة إلى الإنقاذ، لم تسجل سوى الطعنات والحملات التخوينية والإتهامات بما هي مسؤولة عنه قوى الأمر الواقع التي أساءت الحساب والتقديرات، فأسقطت قوى الأمر الواقع لبنان في أتون النار واتهمت الفريق الآخر بالخيانة وهو شريكها في الوطن الذي مد يده متضامناً معها في حربها الخاصة التي انقلبت ويلاً على كل لبنان .

نسيت هذه القوى التي لا تنطق سوى بالحقد نحو شركاء الداخل بالمواطنية، وإن لم تعترف يوماً بوجودهم وحقوقهم، أنها من فتح النار تحقيقاً لمصلحة طهران التي بدأت تقطف ثمار وثمن دماء اللبنانيين والفلسطينيين، وغامر بمصير الوطن واللبنانيين ولم تجن إلا الدمار والموت.

هذه القوى مع أبواقها وحلفائها الكبار والصغار، تهاجم اليوم معراب واللقاء الذي دعت إليه “القوات اللبنانية” لتعزيز وحدة الصف الداخلي وتطبيق القرارات الدولية وانتخاب رئيس الجمهورية، متناسية أن الأولوية والدوافع لدى معراب هي لملمة ذيول ما ارتكبته هذه القوى التي تسمي نفسها مقاومة وتتهم معراب باغتيال فكرة المقاومة التي لم تعمل سوى إلى تنفيذ اجندة ايران ولو على حساب لبنان ومصالحه.

من المفيد التذكير بأن الهم الاول والأخير لدى قوى البريستول التي يتحدث عنها الحزب وحلفاؤه، هو عودة لبنان الذي عرفناه، وليس لبنان الذي حاول “حزب الله” فرضه على اللبنانيين أي لبنان القتل والفساد والظلام والإغتيالات والتهريب والجهل وغسيل الأدمغة وتهجير الشباب.

فالكل يدرك إلى اين وصلت كل الدول التي وضعت إيران يدها عليها والتشابه الحاصل في ما بينها من تخلف واهتراء وانهيار وسيطرة السلاح وتغييب الدستور والقوانين وإعدام المؤسسات وتدمير الدولة لمصلحة الدويلة.

لم تكن قوى البريستول أو معراب اليوم، إلا في الصف الأمامي للدفاع عن لبنان والدفاع عن المحتل والمتآمر، فيما من رهن لبنان للمحور الإيراني وتواطأ مع العدو الإسرائيلي على ما ادعى انه قواعد اشتباك، كان لاهثاً وبالشراكة مع واشنطن لتوقيع صفقة باع فيها نفط وغاز لبنان العدو من اجل ان تنال طهران هيمنتها على العراق.

وللتذكير أيضاً فإن الحديث الممجوج حول التعامل مع العدو الإسرائيلي، فإن من عملوا في جيش لحد وتعاونوا مع اسرائيل، كانوا بغالبيتهم من الطائفة الشيعية ولا يمكن أن نصدق بأن ما يحصل مع الحزب وكشف مواقع قيادييه من رأس الهرم إلى آخر قيادي ميداني، هو نتيجة وشاية من اي شخص من خارج الطائفة الشيعية.

وبالنسبة للتهديد بالحرب الاهلية فان تجربة “حزب الله” واضحة للجميع بأنه كان على الدوام، هو الذي يبادر إلى فتح هذا الجرح من خلال مواكب الدراجات الغوغائية التي تنادي “شيعة شيعة” وتحاول اقتحام المناطق المسيحية وتشتم مقدسات المسيحيين، من دون إغفال هجمة الطيونة و٧ ايار والهجمة على الجبل والمزيد المزيد من الاستفزاز والمكابرة وممارسة فائض القوة في كل صغيرة وكبيرة.

لقاء معراب ليس سوى تعبيراً عن التغاضي والارتفاع والسمو عن كل هذه الممارسات التي لن ينساها كل اللبنانيين، ومحاولة من اجل فتح النقاش الجدي بعيداً من الشعبوية وعن عمليات الهروب وراء المدنيين والاختباء في المناطق السكنية التي درج عليها قادة وعناصر المقاومة المزعومة.

معراب تبحث عن الدولة فيما الحزب يبحث عن المزيد من المعارك الوهمية، فهو يريد ان يجتاح العدو لبنان مجدداً وهو العميل الاول الذي أوصل لبنان إلى ما تريده اسرائيل ويسعى اليوم لتسليمها الارض المحروقة وبدلاً من ان يراجع هذا الحزب حساباته الخاطئة يستدير لتنفيذ أحقاده بوجه من يعمل لدولة المؤسسات وللبنان الذي يريده اللبنانيون الذين كتم صوتهم عندما أطبق على الحريات في كل الطوائف وبالدرجة الاولى في طائفته.

مما لا شك فيه ان الخائب هو من خسر نفسه على مذبح ايران التي بدأت تقبض “كاش” وياكراً ثمن صفقات بيع درتها التي وضعتها على حدود إسرائيل وتواطأت معها من أجل ابتزاز الدول العربية ثم المجتمع الدولي.

نسي الحزب العدو الاسرائيلي ومؤامرة اهل بيته على قيادته بالدرجة الأولى وخطيئته باستجلاب الاحتلال مجدداً إلى لبنان، وانقض على اللبنانيين الوطنيين الذين يعملون رغم حملات التهديد والتخوين، من أجل إقامة الدولة وانتخاب رئيس الجمهورية عبر لقاء في معراب دعت اليه الجميع .

لكن المفاجأة كانت ان من يجدر به ملاقاة معراب على هذا العنوان، بادر إلى اختيار بند تطبيق القرار الدولي 1559 المشمول بالقرار 1701 الذي يريد اليوم الثنائي الشيعي تطبيقه لحماية نفسه، وشن هجوماً غير مسبوق على القوات اللبنانية، شكل مفاجأةً للجميع وحتى للقوات التي تستغرب هذا الإنكار للحقائق والواقع ومحاولات تضليل الرأي العام وتواصل مسعاها رغم الصراخ لأن “القافلة تسير ..”

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: