قرار تسليم السلاح.. معمّد بالدم!

nawaf-salam

هبة كريم

لم يكن القرار الذي اتخذته حكومة الرئيس نواف سلام في شأن تسليم سلاح حزب الله وليد الساعة أو أنه أتى من عدم، بل هو في النهاية نتيجة نضال ومواجهة سقط فيها العديد من الشهداء والضحايا وكلفت البلد الكثير الكثير وكانت الدافع الأساسي باتجاه اتخاذ هذا القرار.

كان المعارضون لسلاح حزب الله كثرا من مسيحيين ومسلمين وبينهم عدد من أبناء الطائفة الشيعية فسقط لقمان سليم وسقط هاشم السلمان ولا ننسى من سقطوا في الإغتيالات من سياسيين وغيرهم وسيأتي يوم تكشف فيه الحقائق ليظهر جبل الجليد كاملاً.

في المواجهة مع حزب الله لتسليم سلاحه لا يمكن إنكار دور العديد من القوى والشخصيات السياسية وفي مقدمها القوات اللبنانية والكتائب فهؤلاء وعلى مدى سنوات لم يتركوا مناسبة إلا وطالبوا فيها بنزع سلاح حزب الله ودفعوا الأثمان الكبيرة جراء هذه المطالبة إلى أن توافقت الظروف الإقليمية والدولية مع هذا المطلب فتجسد كل هذا الجهد والمثابرة بقرار الحكومة وهو قرار ساهموا فيه من خارج وداخل الجلسة.

إن لبنان يقف اليوم على أبواب مرحلة تاريخية ترسم له مستقبلاً مزدهراً ولكن التقدم في هذه المرحلة ليس سهلاً إذ أن حزب الله وحلفاؤه وفي مقدمهم التيار الوطني الحر سيفعلون كل ما بوسعهم لعرقلة قرار تسليم السلاح غير آبيهن بما يمكن أن يستجر ذلك من ويلات لأن تسليم السلاح بالنسبة لهم هو كنزع أنبوبة الأوكسيجين عن مريض ينازع، فحزب الله من دون سلاح هو كطائر من دون أجنحة وهذا الطائر في حالته هذه لن تكون له فائدة لدى التيار الوطني الحر الذي كان يستغل ما يتمتع به الحزب من مكامن قوة الضغط والفرض والترهيب للحفاظ على مكاسب سياسية وفي مقدمها حفنة من المقاعد النيابية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: