لبنان نحو الأسوأ

70491e2d2ac4f85fd35c8ca6110c6d76_1024_576

ليس تفصيلاً ما حصل في الروشة مؤخراً بل بداية مرحلة جديدة يغوص فيها لبنان في عتمة سياسية وعسكرية لا تحمد عقباها.

لسنا من المطبلين للحروب ولا من دعاتها ولا من مشجعيها إلا أن قراءة موضوعية للمعطيات مع بعض المعلومات المتقاطعة اقليمياً ومحلياً تقودنا إلى استشراف المستقبل القريب.

ما حصل في الروشة قد يكون شرارة انطلاق العد العكسي لانهاء ملف سلاح حزب الله، ولكن اقليمياً للأسف، قد يعني دخول إسرائيل هذه المرة ليس فقط لتدمير ما تبقى خاصة في الجنوب بل لاجتياح بري قد يتجاوز النقاط المتعارف عليها في القرار ١٧٠١ واتفاق وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني ٢٠٢٤.

وفي المعلومات، فأنشأت إسرائيل في منطقة الجولان أكبر مركز تدريبي يستعمل فيه السلاح الحي ويحاكي تضاريس لبنان الجنوبي وكيفية اقتحام الجنوب واحتلاله في وقت لم يعد سراً ان ثمة اتفاق أمني سوري اسرائيلي على انشاء منطقة عازلة جنوب سوريا برعاية أميركية مباشرة تضمن لتل ابيب عمق ٨٠ كيلومتراً داخل الأراضي السورية معزولة عن النظام وتحت نفوذ إسرائيل المباشر. ومن شروط هذا الاتفاق منح إسرائيل حق دخول الأراضي السورية عسكرياً في اي وقت ومنح إسرائيل السيطرة الكاملة على الاجواء السورية ما سيجعل من الاراضي السورية والمجال الجوي السوري عنصرين مساندين لعملية اسرائيلية جنوب غرب سوريا اي في الجنوب اللبناني.

ففي تحليل جيو سياسي لتلك المعطيات والمعلومات السياسية، الإعلامية، والديبلوماسية المتقاطعة يتبين أن ثمة ما يحضر للبنان هذه المرة خطير وخطير جداً على السيادة ووحدة الأراضي اللبنانية.

فجولة حرب إسرائيلية جديدة على لبنان باتت شبه مؤكدة، بانتظار التوقيت، وتل ابيب باستفزازاتها اليومية للحزب من تنفيذ الاغتيالات المتكررة وتغطية سماء لبنان على مدار الساعة بالمسيّرات والطائرات المحلقة والمقتنصة لعناصر قيادية للحزب تحاول استجرار رد من الحزب التاجر عن مواجهة إسرائيل والمكتفي باثبات قوته على صخرة الروشة فقط.

جولة الحرب الجديدة سيشهدها لبنان خلال الشهرين أو الثلاثة المقبلة على الأكثر وإسرائيل ستجتاح برياً هذه المرة وصولاً حتى الأولي وليس الليطاني وتقتطعه من لبنان. ما سيعني تهجير اهلنا، شيعة الجنوب، إلى العراق لأن سوريا مقفلة امامهم هذه المرة.

وفي المعطيات ايضاً فإن اتفاق غزة قاب قوسين او ادنى خلال شهر كحد أقصى باتفاق سيتم انجازه بين الادارة الاميركية والعرب وإسرائيل، واليوم، أعلنت حماس موافقتها على خطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لغزة المؤلفة من ٢١ نقطة.

في وقت، وكما أشرنا أعلاه، أنشأت إسرائيل في منطقة الجولان أكبر مركز تدريبي يستعمل فيه السلاح الحي ويحاكي تضاريس لبنان الجنوبي وكيفية اقتحام الجنوب واحتلاله، تتقاطع تلك المعطيات مع التصريحات الاميركية الاخيرة والتي خرجت نهائياً عن الاسلوب الديبلوماسي الاميركي المعهود والتي توجهت بكلام مباشر إلى لبنان حول تدمير سلاح حزب الله إذا لم تقم الدولة اللبنانية بما يجب عليها القيام به وصولاً إلى تصريحات ليندسي غراهام من بيروت وتصريح المبعوث الاميركي توم براك الأخير عندما أعلنها، وبصراحة، أن واشنطن ستدعم نزع السلاح بالقوة. ناهيك عن مواقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحق سلاح الحزب وضرورة نزعه ولو بالقوة.

الخلاصة: لبنان أمام مرحلة خطيرة جداً لأن حزب الله يستمر في معاندته برفض تسليم السلاح للدولة اللبنانية وعجز الدولة، ونقولها بكل صراحة وشفافية ليس فقط عن سحب السلاح بل عن عجزها في منع مخالفة تظاهرة بشروط الترخيص القانونية لها.

ونسأل: فهل من الممكن أن يكون ثمة من في السلطة اللبنانية يفضل الف مرة تولي إسرائيل سلاح الحزب من ان تتولاه الدولة اللبنانية نفسها؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: