فقد لبنان صفحةً من "العصر الذهبي" الذي عرفه مع فقدان وغياب عدنان القصار، القامة الوطنية التي رفعت عالياً صورة لبنان واسمه في العالم، فكانت نموذجاً للإرادة اللبنانية والتصميم والنجاح اللامع. رحيل عدنان القصار، هو بمثابة غياب جزءٍ من تاريخ لبنان وحقبةً بيضاء غنية بالإنجازات في أكثر من مجال بدءاً من عالم المال والمصارف إلى الإقتصاد فالأعمال وصولاً إلى العمل العام.
لا يختلف اثنان على حجم الخسارة الكبير الذي خلّفه رحيل الوزير السابق ومؤسس "فرنسبنك" عدنان القصار، بعد عقودٍ من العمل والعطاء والنجاح في المجالين المالي والإقتصادي والتجاري.

كتب عدنان القصار تاريخاً مالياً مزدهراً في لبنان وحمل لواء وطنه في رحلات عمله واستثماراته التي لامست العالمية، وفاز بأكثر من جائزة تقدير في عواصم كبرى، ونقل إلى اللبنانيين خبرته خلال توليه مناصب وزارية واقتصادية لمرات عدة، إذ عيّن وزيراً كما انتخب رئيساً لغرفة التجارة والصناعة، وكان الرجل الأول والوحيد الذي ترأس الإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة العربية، فجعل لبنان في قلب الإقتصاد العربي، كما كان العربي الأول الذي تمّ تعيينه في غرفة التجارة الدولية.

مع غياب عدنان القصار اليوم، وهو أحد رجالات لبنان الكبار في عالمي المال والإقتصاد، ونجل قاضٍ أسس كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، يطوي لبنان صفحةً مزدهرة من تاريخه، شكّل خلالها القطاع المصرفي علامةً فارقة ومميزة في الإقتصاد اللبناني والعالمي وخلق آلاف فرص العمل للبنانيين في لبنان وفي الخارج.

لم تعرف عطاءات عدنان القصار أي حدود، فهو عمل حتى خلال الحرب الأهلية على ضمان صمود القطاع الخاص لتعزيز نمو الإقتصاد اللبناني، وسعى إلى فتح الأسواق العالمية للمؤسسات التجارية اللبنانية في العالم، فكرّمه رؤساء دول وزعماء، حتى أنه نال إستثنائياً لقب "صديق الصين والشعب الصيني".
