ما أهمية زيارة الشرع إلى واشنطن على لبنان؟

AHMAD SHARE3

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم استقبال نظيره السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد. وأوضحت ليفيت خلال مؤتمر صحافي أن "الرئيس اتخذ قراراً تاريخياً برفع العقوبات المفروضة على سوريا، بهدف منحها فرصة حقيقية للسلام"، مشيرة إلى وجود تقدم ملموس على هذا الصعيد في ظل القيادة السورية الجديدة.

الخطوة الأميركية تجاه دمشق تعكس، بحسب مراقبين، تحولاً تدريجياً في مقاربة واشنطن للملف السوري بعد سنوات من القطيعة والعقوبات، ما قد يفتح الباب أمام مرحلة سياسية واقتصادية مختلفة في المشرق العربي.

في المقابل، يظهر لبنان في مشهد مغاير تماماً، وسط أزمات متراكمة وانقسامات داخلية متزايدة، فبينما تتجه سوريا نحو رفع القيود والانفتاح وإعادة الإعمار، يواصل لبنان مواجهة تبعات التوتر السياسي والاقتصادي الداخلي، في ظل ما يصفه البعض بتسييس القرار الوطني وتأثير ميليشيا حزب الله على مسار الدولة وعلاقاتها الدولية.

بالتالي، المفارقة اللافتة تكمن في أن الدعم الدولي الذي تحظى به دمشق اليوم، يوازي في دلالاته الضغوط المتزايدة التي يعيشها لبنان، لا سيما مع تراجع الاهتمام الغربي بملف بيروت لصالح التركيز على التحول السوري.

وفي هذا السياق، يعتبر محللون أن مشهد الرئيس السوري أحمد الشرع في واشنطن يحمل رمزية تتجاوز البروتوكول، إذ يعد مؤشرًاً على إعادة رسم أولويات السياسة الأميركية في المنطقة، وربما إعادة توزيع النفوذ بين العواصم المعنية بالملفين السوري واللبناني.

مصادر ديبلوماسية كشفت لموقع LebTalks أن الزيارة قد تحمل في طياتها فرصة غير مباشرة للبنان، عبر إمكانية تخفيف انعكاسات "عقوبات قيصر" عليه، وإعادة تفعيل مشاريع التعاون الإقليمي مثل الخط العربي لاستجرار الغاز من الأردن عبر سوريا.

كما أشارت المصادر إلى أن تحسن الوضع الاقتصادي في سوريا قد يسهم في تسريع عودة النازحين السوريين المقيمين في لبنان، ما ينعكس إيجاباً على الواقع اللبناني الداخلي، غير أن تساؤلات جوهرية تبقى مطروحة حول قدرة لبنان على الاستفادة من التحول الإقليمي الجاري، في ظل غياب رؤية سياسية موحدة ومناخ داخلي مأزوم.

وتخلص المصادر نفسها الى القول: في الوقت الذي تعيد فيه دمشق ترتيب أوراقها على الساحة الدولية، لا يزال لبنان أسير حساباته المتناقضة، عاجزاً عن اللحاق بركب المتغيرات، فزيارة الشرع إلى واشنطن، بقدر ما تمثل حدثاً سورياً استثنائياً، تفتح في الوقت ذاته نافذة تأمل لبنانية على مشهد إقليمي يُعاد تشكيله بخطوط جديدة، قد تعيد رسم موازين القوى وربما خرائط التأثير أيضاً.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: