بات مشروع الشرق الاوسط الجديد حديث الساعة، وهو المشروع الاميركي – الاسرائيلي الذي يسعى اليه بنيامين نتنياهو، متحدثاً عن خطته هذه التي تتضمّن تغييراً ديموغرافياً، بدءاً بتهجير شيعة لبنان من الجنوب ومشروع توطينهم في جنوب العراق، وتقسيم المنطقة طائفياً، مع توطين سنّة غزة في غرب العراق وتحديداً في صحراء الرمادي.
وما يشير الى هذا المشهد هو الواقع الذي يعيشه سكان الجنوب اللبناني، وفق مسار الارض المحروقة بهدف تأمين أمن اسرائيل، الامر الذي يطرح أسئلة حول المرتقب الذي بدأت مفاعيله تتحقق، من خلال سيناريو تفريغ الجنوب من المكوّن الشيعي، مع بدء نزوح ما يقارب الخمسة الاف مواطن شيعي منذ ايام، ليصبح الحديث المتداول ضمن تقارير لبنانية وعربية، تلفت الى انّ التصعيد العسكري غير المسبوق، ادى الى هذا التهجير بالتزامن مع تسهيلات قدمتها الحكومة العراقية، لإستقبال النازحين كمؤشر بدخول العراق في توازنات القوى الاقليمية الجديدة.
وقد سبق ان طرح هذا السيناريو في حرب تموز 2006 لكنه لم يتحقق، واليوم وُضع من جديد لانّ الظروف باتت مناسبة له وفق ما يرى الاسرائيليون، ويعملون على إفراغ الجنوب من اللبنانيين الشيعة، بهدف تحكّم اسرائيل في الحدود الجنوبية من دون تهديد من حزب الله.
الى ذلك ووفق مصادر سياسية مطلعة، فالهدف من كل هذا خلق “دولة الشيعة العرب”، وفي هذا الاطار تمّ إستقبال خمسة الاف لبناني شيعي منذ 10 أيام، في مطاري بغداد والنجف ومنفذ القائم الحدودي مجاناً، مع تسهيلات عديدة شملت الدخول من دون فيزا او جواز سفر، والاكتفاء بالبطاقات التعريفية او جواز مرور صادر عن السفارة اللبنانية في دمشق، والسماح بدخول السيارات الخاصة والطلاب النازحين وتسجيلهم في المدارس العراقية، وتقديم المستلزمات الضرورية لهم والمساعدات الانسانية، كما نقل عدد منهم الى العتبة العلوية في محافظة النجف، مما يؤكد بأنّ تنفيذ المخطط قد بدأ.
في السياق إنتشرت صوتيات على مواقع التواصل الاجتماعي منذ يومين، من قبل لبنانيين يعملون على مساعدة النازحين للسفر الى جنوب العراق، فيدعون العائلات النازحة التي تنتمي الى الطائفة الشيعية للسفر الى الشام، وتحديداً الى منطقة السيدة زينب للتجمّع في فندق مستأجر من “الحشد الشعبي العراقي”، ومن هنالك يتم نقل النازحين خلال24 ساعة، لانّ هنالك طرقات سورية تقفل ليلاً، كما انّ الطريق صعبة من سوريا الى منطقة ديالا على حدود ايران، وتستمر الرحلة ما يقارب الثلاثين ساعة للوصول الى العراق، حيث يكون في إستقبالهم عناصر “الحشد الشعبي” لتأمين المساكن لهم مع كل ما يحتاجونه.
وتنتهي الرسائل الصوتية بالقول: “لا تتردّدوا ابداً أيها الاخوة في المجيء الى العراق”.