ما وراء عرض صور السنوار ليلة السابع من أكتوبر

senwar

مركز رصد للدراسات الاستراتيجية والسياسية

جاءت الصور الأخيرة لزعيم حركة حماس يحيى السنوار، والتي عرضها الجيش الإسرائيلي له ولعائلته في يوم السادس من أكتوبر من العام الماضي، لتعكس عددًا من النقاط الدقيقة. ومن هذه النقاط:

إن هذه الصور تم التقاطها قبل ساعات من القيام بعملية طوفان الأقصى، فضلًا عن أن هذه الصور تؤكد توقع السنوار بأن إسرائيل سترد بقوة على هذه العملية، الأمر الذي يفسر جمعه للكثير من المتعلقات الشخصية، مثل شاشة البلازما التلفزيونية وغيرها من المقتنيات الشخصية والحياتية لأولاده وزوجته.

غير أن التحليل الأكاديمي والسياسي لهذا الفيديو يدل على بعض النقاط، منها:
مصداقية ما تم تسريبه من وثائق سرية عرضتها منذ فترة صحيفة نيويورك تايمز.

هذه الوثائق نقلت محضر اجتماعات قيادات حركة حماس، والتي تشاورت بشأن تداعيات عملية السابع من أكتوبر قبل القيام بها.

ونقلت هذه الوثائق حديث قيادات الحركة إلى السنوار وتحذيرهم له من أن رد الفعل الإسرائيلي سيكون دقيقًا وخطيرًا، وأن المواطنين فقط هم من سيدفعون الثمن.

إلا أنه لم يُبالِ، وقال نصًا لمحدثيه: إن الكثير من الضحايا ستسقط في معركة التحرير.

النقطة الثانية تتلخص في معرفة السنوار، مع خبرته العسكرية، بحجم هذا الرد الإسرائيلي الدقيق، وهو ما دفعه لتوخي الحذر التام وخوفه على عائلته، مما جعله ينزل بهم إلى الأنفاق.

بالطبع، يمكن أن تُحمَل هذه النقطة على عدم اكتراث القائد بشأن المدنيين وما سيجري لهم، وهو ما نبهت إليه الكثير من منصات ومواقع التواصل الفلسطينية، وتحديدًا الموجودة في قطاع غزة.

كانت هناك محاولات إسرائيلية لاستغلال كل ما ظهر في هذا الفيلم ومحاولة تحقيق أي مكاسب جماهيرية أو شعبية بين الفلسطينيين، مثل عرض صورة الحقيبة النسائية لزوجة السنوار التي دخلت معه إلى النفق في السادس من أكتوبر، والحقيبة من ماركة بيركين التي تقدر كلفتها بنحو 32 ألف دولار.

بالإضافة إلى قيام السنوار بإدخال الشاشة الخاصة لعائلته، وهو ما يؤكد أنه كان على علم بأن مدة الحرب ستطول.

ويشير تحليل ما يقرب من ١٥٠ تدوينة عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، جمعها مركز رصد للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن فكرة الحياة المتميزة والمرهفة التي يحظى بها قادة حماس بعيدًا من الشعب تعززت بصورة أو بأخرى بعد عرض هذا الفيلم، مما يفسر الانتقادات المتواصلة عبر منصات التواصل منذ اللحظات الأولى لعرضه حتى الآن.

عموماً، بات واضحًا أن معركة الصورة متواصلة بين الجانبين، حماس وإسرائيل، مما يزيد من دقة هذه النقطة بصورة لافتة.
ومع ما سبق، بات من الواضح أن هناك رغبة أكيدة لدى الفلسطينيين في إنهاء الحرب المشتعلة الآن، خاصة عقب اغتيال السنوار، الذي شكّل ضربة كبيرة للحركة. إذ يقول محللون إن غيابه يترك فراغًا كبيرًا في قيادتها، رغم تعهدها بمواصلة القتال.

يقول المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط لدى جامعة “كينغز كولدج” في لندن، أندرياس كريغ، إن مقتل السنوار ليس مجرد “حدث رمزي إلى حد بعيد”، إنما يخلّف “فراغًا قياديًا في هذه الحركة المتفرعة للغاية”.

وأوضح كريغ أن خلافات وقعت سابقًا بين القيادة السياسية لحماس الموجودة في قطر، والجناحين العسكري والعملياتي في غزة.

ولفت كريغ إلى أن “خلايا مختلفة من حماس ستواصل القتال، ولكن في قلب الحركة هناك فراغ، وهذا سيجعل التنسيق صعبًا للغاية”.

على أي حال، من الواضح أن القادم دقيق للغاية، وهو الأمر الذي بات واضحًا في ذروة التفاعلات المتواصلة الآن على الساحة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: