في قراءة واضحة ومتأنية لما حصل في الاستشارات النيابية الملزمة يوم أمس الإثنين، لا بد من التوقف عند ما فعلته المعارضة، إذ كان وطنياً بامتياز.
في التفاصيل، وبعد اتفاق القوى المعارضة على تسمية النائب فؤاد مخزومي لتشكيل حكومة، حصل المخزومي على أكثر من 40 صوتاً قبل يوم واحد من الاستشارات، في حين اتجه التغييريون وبعض النواب الى تسمية النائب ابراهيم منيمنة، ليخرج اللقاء الديمقراطي بعدها الى تسمية نواف سلام، ما أفسح المجال أمام الثنائي الشيعي الى إيصال رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية نجيب ميقاتي بشكل أسهل من المتوقع. إلا أن المفاجأة كانت ليل الأحد وصباح الإثنين، بعد إنسحاب منيمنة ومخزومي لصالح سلام.
مصادر سياسية متابعة اعتبرت عبر “LebTalks” أن ما يجب التوقف عنده، هو وطنية رجل دولة مثل مخزومي حيث تراجع عن 40 صوتاً لصالح نواف سلام الذي كان حصل على أصوات اللقاء الديمقراطي وحده، ممما أكد على أن مخزومي وضع مصلحة البلد فوق كل اعتبار، بما يتوافق وخطاب القسم، ولم تكن مبادرته بالانسحاب لصالح شخص سلام، بل لمصلحة التوافق وتمتين المعارضة في وجه مرشح المنظومة.
واكدت المصادر أن الخطوة التي قام بها مخزومي هي خطوة بحجم وطن، مشيرةً الى أن الخطة التي كانت موضوعة هي إقفال الطريق على مرشح “الممانعة” نجيب ميقاتي لأن من حكم البلد في الفترة الماضية وأوصله الى ما هو عليه، لن يستطيع قيادة السفينة نحو الإنقاذ، وهو جزء من العلّة.
وختمت المصادر بالتمني على كل العاملين بالشأن العام الاتعاظ من خطوة مخزومي بإعلاء شأن البلاد فوق المصالح الشخصية والمناصب، والعمل على إنقاذ الوطن مما هو غارق فيه، وإعادة بناء الدولة وانتظام عمل المؤسسة الدستورية، وفق خارطة طريق جسّدها خطاب القسم للرئيس المنتخب العماد جوزاف عون.