من "بوداي" إلى عواصم القرار: رسالة أمنية لبنانية بلغة الحسم!

12

في إطار الجهود المتواصلة لمكافحة آفة المخدرات، أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان رسمي أن دورية من مديرية المخابرات، وبمؤازرة وحدة من الجيش، نفذت عملية دهم دقيقة في بلدة بوداي- بعلبك، بعد رصد ومتابعة لتحركات عصابات ترويج المخدرات في منطقة البقاع.

وقد أسفرت العملية عن ضبط نحو 64 مليون حبة كبتاغون، و79 برميلاً من المواد الكيميائية المُعدة لتصنيع المخدرات، إضافة إلى عدد من الآلات والمعدات المستخدمة في التصنيع، ووصفت القيادة هذه العملية بأنها من الأضخم على مستوى البلاد، من حيث كمية المضبوطات ونوعيتها، ما يشكل ضربة موجعة لشبكات الاتجار والإنتاج.

دور أمني بارز يُعيد الثقة الدولية

وفي هذا السياق، أكدت مصادر أمنية مطلعة لموقع "LebTalks" أن هذا الإنجاز النوعي يُضاف إلى سلسلة من العمليات الدقيقة التي نفذتها الأجهزة الأمنية اللبنانية، لا سيما الجيش، بالتنسيق مع مختلف القوى المعنية، في سياق مكافحة المخدرات وملاحقة المتورطين في صناعتها وترويجها.

وأشارت المصادر إلى أن الأرقام والمؤشرات المسجلة في الفترة الأخيرة تعكس تقدماً ملحوظاً في كبح جماح هذه الظاهرة، التي لطالما شكلت تحدياً أمنياً واقتصادياً، ومرتبطة بشكل مباشر بجرائم تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.

كما لفتت إلى أن الأداء الأمني المتماسك للبنان في هذا الملف، من شأنه أن يُسهم في تعزيز ثقة المجتمع الدولي مجدداً بالدولة اللبنانية، ويُظهر قدرتها على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة ضمن التزاماتها الدولية، لاسيما تلك المتصلة بمكافحة الجرائم العابرة للحدود.

رسائل واضحة للمجتمع الدولي

مصادر دبلوماسية غربية كشفت لموقعنا أن التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة، والدول الأوروبية، وعدد من الدول العربية، يرتكز حالياً على استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، تبدأ من تجفيف مصادر تمويله، وفي مقدمتها شبكات تهريب وتجارة المخدرات في المنطقة.

وفي هذا الإطار، أبدت هذه المصادر ارتياحها للإجراءات المتخذة من قبل القوى الأمنية اللبنانية، معتبرة أن النجاحات المسجلة مؤخراً، لا سيما عملية ضبط الكمية الضخمة من الكبتاغون، تُعد مؤشراً جدياً على التزام لبنان بمسار الإصلاح والمساءلة.

وأكدت المصادر أن إحباط محاولات تهريب كميات تُقدر قيمتها بمئات ملايين الدولارات، يشير إلى إحباط مخططات أكبر قد تكون موجهة لتمويل تنظيمات أو جهات حزبية غير شرعية، لاسيما في ظل تشديد القيود الإقليمية والدولية على حركة التمويل الخارجي، خصوصاً من قبل بعض الدول الراعية لمثل هذه النشاطات.

بالأرقام، تُظهر الصورة المرفقة أبرز عمليات الضبط التي نفذها الجيش اللبناني في مجال مكافحة تهريب وتصنيع المخدرات، وذلك خلال الفترة الممتدة من عام 2020 حتى عام 2025، ما يعكس حجم الجهود الأمنية المبذولة والتصاعد اللافت في وتيرة المواجهة مع شبكات التهريب.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: