تُنذر الهدنة الهشة في الجنوب والإختراقات الإسرائيلية اليومية لاتفاق وقف النار، بأن الوضع الأمني يتدحرج بسرعة نحو التصعيد، فيما يتواصل رمي الإتهامات ورمي المسؤولية عن عدم الإلتزام بالإتفاق بعد مرور شهر على إعلانه، بين إسرائيل من جهة و”حزب الله” من جهةٍ أخرى.
وفي هذا السياق، يكشف الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد يعرب صخر لموقع “LebTalks”، أن “حزب الله” يتحايل على اتفاق وقف إطلاق النار وما زال يكابر، فيما إسرائيل لا تنفذ القرار وتخرقه يومياً، حيث أن الحزب يعطي الذريعة لإسرائيل بتنفيذ خروقات من خلال معالجتها بشكل أي مباشر ومن دون انتظار لجنة الإشراف على وقف النار.
ويتحدث العميد صخر عن أن الإتفاق قد أقرّ تحديثات على القرار 1701 ولم يعدله، مؤكداً أن الحكومة ورئيس مجلس النواب نبيه بري، قد وافقوا عليها، ولكن لم ينفذوه، فيما إسرائيل تتذرع بعدم التزام الحزب بالإتفاق والإنسحاب من منطقة شمال الليطاني.
إلاّ أن ما يحذر منه العميد صخر، هو تأخير تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار من أجل استكمال المراحل اللاحقة، مشيراً إلى أن السلطة السياسية ألقت كرة النار على الجيش، ولكنها لم تقرر بعد استكمال الإنتشار أو مواجهة الخروقات، علماً أن الجيش ينفذ قرار الحكومة.
ورداً على سؤال عن دور لجنة الإشراف، فيلفت العميد صخر إلى أن مهامها تقضي بمتابعة الخروقات للإتفاق ومعالجتها، لكنها لم تقم بذلك حتى الآن بحجة أن الطرف اللبناني لم ينفذ ما عليه وهو ما وفر ذريعةً لإسرائيل لخرق اتفاق وقف النار.
في المقابل، ومن حيث الوقائع على الأرض، يبدو جلياً أن إسرائيل والحزب، يرفضان تطبيق الإتفاق ويتجهان نحو التصعيد الميداني، خصوصاً في ظل التطورات المتسارعة في الأيام الماضية، إذ أنه من الواضح اليوم وبعد شهر على دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، هناك تبادلٍ للذرائع من أجل إعادة الوضع إلى ما قبل اتفاق وقف النار.