بقلم وجدي العريضي
عادت البرودة لتخيّمُ على الملف الرئاسي لجملة ظروفٍ واعتباراتٍ، بعد أن تحرّك الملف الرئاسي من بابه الواسع، وقد ذهب البعض بعيداً في التفاؤل الى حدّ القول بإن انتخاب الرئيس أضحى قريباً، فيما مَن يواكبُ ويتابعُ هذا الملف، يدركُ بامتياز أنه ليس هناك أي مؤشر يوحي بحصول هذا الاستحقاق في هذه المرحلة، والظروف الاستثنائية التي يمرُّ بها لبنان والمنطقة، أما لماذا انتفى وجوب انتخاب الرئيس بعد موجة التفاؤل الواسعة فللبحث صلة.
في هذا السياق، تشير المعلومات الموثوقة لموقعlebTalks إلى أن أحد سفراء اللجنة الخُماسية قال إنه “قد يُعقدُ اللقاء لسفراء الخُماسية في دارة السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة، لكن لنكن صادقين وواقعيين، ليس ثمة ما يشيرُ إلى أن هناك صيغةً جاهزة للحل، أو مقاربةً جديدة تمَّ اعتمادها، أو أن لقاء الرياض الذي جمعَ الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بالمستشار في الديوان الملكي السعودي الدكتور نزار العلولا، ومشاركة السفير البخاري، قد توصّل إلى أي نتيجة أو اتفاق على خطةٍ ما، فالأمور لا زالت تراوح في مكانها، لكننا نحاول كخُماسية أن نصل إلى قواسم مشتركة، إنما كل ما جرى وحصل في الساعات الماضية لا يوحي بأن انتخاب الرئيس عاد إلى الواجهة ليُبنى عليه، فالانقسامات والخلافات الداخلية فرضت نفسها، ناهيك عن توقيف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وما يمكن أن يؤدي إليه من تحوّل هذا الملف إلى “كرة ثلج” وعناوين وظروف قضائية وسياسية كثيرة تشكّلُ حالة انقسام وإرباك على الساحة اللبنانية، فيما الوقت الضائع لازال على حاله، أي أن الحرب مستمرة في غزة والجنوب، وقد تتطور في أي توقيت ويرتفع منسوبها أكثر فأكثر، وهي لن تتوقّف قبل انتخاب الرئيس العتيد في الولايات المتحدة الأميركية، وبعدها سيستلمُ هذا الرئيس في الربيع المقبل، ويعيّنُ وزير للخارجية وتكون له مداخلة في الكونغرس الأميركي يحدّدُ خلالها السياسة الشرق أوسطية ومنها لبنان، لذلك لا نتوقّع أمام هذه العناوين والمسلّمات أن يُنتخب الرئيس.
وتخلصُ الأوساط المواكبة والمتابعة مشيرةً إلى أن البعض حاول الدخول في هذا المسار من بوابة تمرير انتخاب النائب السابق سليمان فرنجية، ضمن تسوية شاملة، وأن تتوقف الحرب في الجنوب، ويُصار إلى أ يعيّن الفريق الآخر أو يُسمّي رئيساً للحكومة الى عناوين كثيرة، لكن هذه الطروحات باءت بالفشل، فيما رُفضت مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولهذه الغاية، فالأمور عادت إلى المربع الأول على صعيد الخلافات ورفض طرح رئيس مجلس النواب الذي يهدفُ إلى جرّ المعارضة إلى طاولة الحوار، وعليه ليس في الأفق ما يشي بأن هذا الطرح قد يؤدي إلى انتخاب رئيس.