في كلّ خريف، المشهد نفسه: شعر يتساقط أكثر من المعتاد، وقلق يتسلّل إلى المرايا والأحاديث اليوميّة. فهل ما نمرّ به جزء طبيعيّ من دورة الشعر، أم أنّه مؤشّر على خلل يحتاج إلى انتباه؟ وبين ما تقوله الدراسات وما يثيره القلق اليوميّ، يبقى السؤال مطروحاً: لماذا يتساقط الشعر أكثر في هذا الموسم، ومتى يصبح الأمر سببًا لمراجعة الطبيب؟ والأهمّ: هل من حلول فعّالة؟ الأجوبة كلّها في هذا المقال.
يؤكّد اختصاصيّ الجلد، الدكتور وسام مدوّر أنّ تساقط الشعر في هذا الوقت من السنة أمر طبيعيّ، ويُعرف بـ"التساقط الموسميّ"، وسببه الرئيسيّ هو التوتّر، لا يرتبط مباشرةً بفصل الشتاء كما يظنّ البعض، بل ينتج عن تغيّرات الطقس والتوتّر النفسيّ الذي يرافق عادةً العودة إلى المدارس وبداية العام الدراسيّ، سواء لدى الأهل أو الطلاب.
ويشرح مدوّر، في حديث خاصّ لموقع "LebTalks"، أنّ التوتّر وتبدّل الفصول يؤثّران على بصيلات الشعر، ما يدفعها للانتقال من مرحلة النموّ إلى مرحلة التساقط.
ما هي علامات التساقط الموسميّ الطبيعيّ؟
يشير مدوّر إلى أنّ التساقط الموسميّ الطبيعيّ يستمرّ من شهر إلى شهرين، وقد يحدث بعد فترات من الضغط النفسي أو بعد علاجات كيميائيّة للشعر، مؤكداً أنّه "يبقى موقّتًا ويعود الشعر للنموّ تدريجيًا في مختلف مناطق الرأس".
ومن أبرز مؤشرات التساقط الموسميّ، بحسب مدوّر، أنّ خطّ الشعر لا يتراجع، وتبقى الشعيرات القصيرة (baby hair) ظاهرة، ما يدلّ على استمرار دورة النموّ. أمّا التساقط الناتج عن مشاكل صحّيّة أو وراثيّة، فيظهر في مناطق محدّدة، وغالباً ما تغيب الشعيرات الجديدة عن النموّ في الوقت نفسه.
كم شعرة يُعتبر تساقطها طبيعياً؟ ومتى نزور الطبيب؟
يوضح مدوّر أنّ تساقط ما بين 50 و100 شعرة يومياً يُعتبر طبيعياً، طالما لا يُحدث فراغات واضحة في فروة الرأس.
لكنّه يشدّد على ضرورة مراجعة الطبيب في حال كان التساقط كثيفاً ومفاجئاً، أو استمرّ لأكثر من شهرين، أو ترافق مع أعراض أخرى كالحكّة، الاحمرار، أو التهابات في فروة الرأس.
هل يمكن منع التساقط الموسميّ؟
يقول مدوّر إنّ "منع التساقط الموسميّ بشكل كامل غير ممكن لأنه جزء من دورة الشعر الطبيعيّة، لكن يمكن التخفيف منه عبر اتّباع روتين صحيّ للعناية بالشعر".
ومن أبرز الخطوات التي ينصح بها:
• تناول المكمّلات الغذائيّة الغنيّة بالفيتامينات والمعادن.
• استخدام شامبو وسيروم مقوٍّ من الصيدليّة.
• تدليك فروة الرأس بزيوت طبيعيّة مغذّيّة مثل زيت الخروع وإكليل الجبل (الروزماري).
كما يشير إلى أنّ هناك علاجات متخصّصة في العيادات في حال استمرّ التساقط لفترة طويلة، منها: حقن البلازما (PRP)، الميزوثيرابي (mesotherapy)، وحقن الفيتامينات في فروة الرأس.
ويطمئن قائلاً: "الشعر الذي يتساقط بعد التوقّف عن العلاج يعود لينموّ مجدّداً".
باختصار، لا داعي للذعر! التساقط الموسميّ ليس سوى تحديث طبيعيّ للشعر ليستعيد حيويّته، وما يحتاجه الشعر الآن هو العناية والهدوء.
وللتوضيح، لا علاقة لـ"الباذنجان" بتساقط الشعر، فالمقصود بـ"موسم الباذنجان" مجرّد تشبيه موسمي للخريف الذي يشهد زيادة طبيعية في تساقط الشعر.