نَحتَكِمُ الى الإمامين

lebanon

الدكتور شربل عازار

كيف التوفيق بين تَناقضَين،

أغلبيّة تريد دولة ككلّ دول العالم،

دولة لها شعب واحد،

دولة لها حدود واحدة،

دولة لها دستور واحد،

دولة لها قوانين واحدة،

دولة لها قضاء واحد،

دولة لها قوى أمنية واحدة،

دولة لها جيش واحد يأتمر بسلطة سياسيّة واحدة.

يعني الغالبيّة في لبنان تريد دولة ذات سلاح واحد، وشعب واحد ذات انتماء وطني واحد أوحد،

وأقليّة تريد وتتمسّك

بحدود سائبة،

وبدولة "ساحة"،

وبدستور انتقائي وبقوانين استنسابيّة،

وبجيش لا يأتمر من السلطة السياسيّة بل من القوى النافذة،

وبسلاح من خارج الجيش والشرعيّة، وهو سلاح يُنفّذ سياسة من ينتجه ويأتمر بأوامر سلطة غير لبنانيّة وأجندة خارجيّة.

سمعنا ونسمع من الشيخ نعيم قاسم ومن مختلف قيادات "حزب الله" عبارات مِن مِثل أنّ السلاح هو "سلاح المهدي" لا بل "سلاح الله" وأنّ سلاحنا هو "عزّتنا وشرفنا وكرامتنا وروحنا".

إنضمّ دولة الرئيس نبيه برّي في ذكرى الإمام موسى الصدر الى حزب الله حين اعتبر "إنّ سلاحنا هو عزّتنا وكرامتنا وشرفنا".

والله، نحن نربأ بشركائنا وإخوتنا الشيعة أن يكون السلاح هو عزّتهم وكرامتهم وشرفهم، وهم الذين عليهم أن يفتخروا بدورهم ومساهماتهم على مدى تاريخ هذا الوطن من كبار الأئمة الى حسن كامل الصبّاح الى كوكبة كبيرة من المثقّفين والعلماء والأدباء والشعّار والفنانين والرياضيّين والمبدعين والأطباء وغيرهم، فهذا هو العزّ والفخر والكرامة والشرف وليس الشرف في قطعة سلاح من تنكٍ ونحاس لا روح فيها ولا نبض.

لمن يستعينون ويستشهدون بأقوال الإمام السيّد موسى الصدر لتبرير تمسّكهم بالسلاح غير الشرعي فإننا نورد وصيّتين له:

"-لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، ولا يجوز أن يكون جسراً ولا ساحة لصراع الآخرين.

-نرفض تحويل لبنان الى ممرّ او قاعدة لصراعات إقليميّة او دوليّة".

والبارحة في كلمته  الوطنيّة الوجدانيّة الرائعة، استشهد الدكتور سمير جعجع بإحدى وصايا الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين الذي أكمل بنهج الإمام الصدر موصياً بيئته:

"أوصي أبنائي وإخواني الشيعة الإماميّة في كلّ وطنٍ من أوطانهم وفي كلّ مجتمع من مجتمعاتهم أن يَدمجوا أنفسَهم في أقوامهم وفي مجتمعاتهم وفي أوطانهم، وأن لا يميّزوا أنفسَهم بأي تمييز خاص ولا أن يخترعوا لأنفسهم مشروعاً خاصاً يميّزهم عن غيرهم".

هكذا عرفنا الشريك الشيعي على مرّ التاريخ، وهكذا نريد أن نعيش معه بالشراكة والأخوّة والمساواة تحت سقف دولة واحدة ودستور واحد وجيش واحد وسلاح واحد.

نحن نقبل بالاحتكام الى الإمامَين الحكيمَين ناهيكم عن المرجع العلامة السيّد محمد حسن فضل الله وغيره الكثيرين،

فهل تقبلون بِحِكْمِهِم؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: