كتب الدكتور شربل عازار
في كلّ أوّل أحد من شهر أيلول، ومنذ سنوات عديدة، تحتفل "القوات اللبنانيّة" في معراب بقدّاسها السنوي تكريماً لشهدائها. وهذا العام كان القدّاس في 7 أيلول 2025.
لم يجد النائب جبران باسيل أفضل من هذا التاريخ ليقوم بجولة سياحيّة سياسيّة في جرد كسروان، وطبعاً مصطحباً معه، كما عادته في كلّ مكان وزمان، مؤسّس "التيّار الحرّ" الرئيس العماد ميشال عون.
وبما أنّه لا بدّ من إلقاء الكلمات في هكذا مناسبات، فقد ألقى باسيل خطاباً فيه فكرة واحدة صحيحة، وهي أنّ كسروان تستقبل كلّ الناس فاتحةً ذراعيها كما "يسوع الملك" و"سيّدة حريصا".
أمّا باقي خطاب باسيل، كما كلّ خطاباته، لا يعدو كونه استنساخاً لشعارات "الجنرال" المؤسّس في السنوات ما بين 1988 و1990.
هل تذكرون خطابات "الجنرال" في تلك المرحلة وما كان فيها مِن نَبشٍ للقبور واختراع قصص عن "مقابر جماعيّة" واختراع أوهام عن "براميل مُشِّعَة" وما كان في هذه الخطابات مِن شيطنة للشهداء الذين دافعوا عن تراب هذا الوطن منذ ما قبل العام 1975، خطابات تنكّرت لصمود الأبطال الذين حافظوا على "المنطقة المحرّرة" التي احتضنت وحدها الدولة والجيش اللبناني والتي أراد "العماد ميشال عون" السيطرة عليها دون غيرها من المناطق اللبنانيّة؟
فهو لم يكن قادراً على تحرير بيروت ولا الجبل ولا الجنوب ولا البقاع ولا طرابلس ولا الشمال مِن قوى الأمر الواقع فيها، فكان قرار "جحا" "التَمَرجل" والقضاء على "أهل بيته" فَتَسَبَّبَ بكوارث دفع ثمنها كلّ أبناء "المنطقة الحرّة" يومها قتلاً وتدميراً وتهجيراً الى كندا وغيرها.
هل تتذكّرون؟
هل تتذكّرون كيف انتهت الفترة الأولى لوجود العماد ميشال عون في قصر بعبدا الى "جحيمٍ" في العام 1990، تماماً كما انتهت فترة حكمه الثانية في "جهنّم" في العام 2022؟
النائب جبران باسيل نسخة "طبق الأصل" أو نسخة متطوّرة عن "عمّه" و"مورِّثِه" العماد ميشال عون.
ففيما كان سمير جعجع في قدّاس الشهداء واقفاً على المنبر يلقي كلمة "رجل الدولة"، الكلمة العميقة الرصينة النابعة من الوجدان التاريخي، ومتحدّثاً عن خريطة الطريق الى المستقبل المزدهر، وصولاً الى مخاطبة "الشريك" الشيعي ومدّ اليد إليه للعودة الى الوطن لأننا شعبٌ واحدٌ وأخوةٌ وشركاء في بناء دولتنا ومصيرنا ومستقبلنا،
في هذا الوقت بالذات كان النائب باسيل يتكلّم عن قصّة "ربطة الخبز" المغلوطة منذ خمسين سنة، ويتباهى بسدودِه "المفخوتة" التي دُرِسَت وهُندِسَت ونُفِّذَت في عهده وتحت إشرافه والتي كلّفت جيوب اللبنانيّين مئات ملايين الدولارات ولم "تَسدّ" ولم تُجَمِّع نقطة ماء واحدة مِن المسَيلحَة الى بَلعا الى جنّة الى بقعاتة كنعان وكفرتيه....
طبعاً طبعاً، لم تنجح هذه السدود لأنّ "شباب القوات" كانوا يأتون بجرّافاتهم ليدمّروا ليلاً كلّ ما بناه باسيل وفريقه في النهار !!
عشر نصائح نوجّهها بصدق الى النائب جبران باسيل:
١- لا تتكلّم بشعارات "عمّك العماد" القديمة لأنّها شعارات غوغائيّة بالية ولم تعد تصلح لهذا الزمن.
٢- لا تتكلّم عن الماضي لأنّك لم تكن فيه.
٣- لا تتكلم عن دفاعك وعن صمودك في زحله لأنّك لم تكن موجوداً.
٤- لا تتكلم عن سدودِك لأنّها فضيحة.
٥- لا تتكلم عن الكهرباء وعن جو صدّي لأنّه "صَدَّ" كلّ محاولاتكم الفاشلة للنيل منه.
٦- لا تتكلم عن انجازاتك لأنّها خرافات وأضغاث أحلام.
٧- لا تتكلم عن إعادة ودائع الناس وقد طارت في عهد "عمّك".
٨- لا تتكلم عن الزبائنية في التوظيفات وقد استأثَرتَ انت وحدك بكامل الحصّة المسيحيّة في الدولة في عهد "عمّك".
٩- لا تتكلم عن الحفاظ على القانون والمؤسّسات وقد استَبَحتَ القانون واستوليت على المؤسّسات في عهد "عمّك".
١٠- لا تتكلم في اليوم الذي يتكلم فيه سمير جعجع لأنّ ....