هزيمة جديدة “للحزب”.. وصور الماضي في الكرك

Iran and Hezbollah Flag

كتب جاد حاوي: على مدخل بلدة الكرك البقاعية، تجاور صورة ضخمة وبائسة لنبيه بري “تشكيلة” من صور “الشهداء” وقادة “حزب الله”. هي “جديدة” بمعظمها، ووضعت بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن رياح الشتاء ومطره فتكت بها، وأردتها شاحبة عابسة، فباتت تشبه الماضي أكثر مما تشبه الحاضر، وتتماشى مع هيئة وجوه نواب “الثنائي الشيعي” في جلسة الأمس الرئاسية.

تفضح الوجوه الناس عادة، فيما العيون ولغة الجسد لا تكذب البتة. بدت ملامح نواب “حركة أمل” و”حزب الله” بائسة عند انتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية، ودون أن يصفقوا له إلا فيما ندر عند تلاوته قسمه السيادي بامتياز. على عكسهم، بدت ملامح نواب حزب “القوات اللبنانية” وبقية النواب المستقلين أكثر ارتياحاً وغبطة. أما وجوه من تبقى من نواب “التيار الوطني الحر”، فبدت أقرب إلى فحم حطب السنديان اليابس.

حلّت الهزيمة على الحزب وحلفائه، ولا داعي لإخفاء وجوههم خلف الصور بعد اليوم. فبعد “البهدلة” أمام الجيش الإسرائيلي، وتوقيع الحزب على وقف إطلاق النار وهو صاغر، حلّ موعد الهزيمة الداخلية. كان مرشحهم الأول و”الثابت” هو سليمان فرنجية، وظل الحزب متمسكاً به حتى أدخل البلاد في فراغ مدة سنتين ونيف. بعد الهزيمة العسكرية، طوِّق الحزب اليوم بهزيمة سياسية إضافية، فدخل شريكاً ثانوياً في انتخاب عون على مضض، مستلحقاً نفسه خوفاً من أن يفوته القطار.

إن عون وعهده القادم ما هو إلا تجسيد للواقع الجديد الذي خلّفته الحرب. من هُزم بالميدان، سيُهزم في السياسة، وهذا واقع الأمور والحال. السعودية وأميركا جسّدت انتصارها في لبنان، فيما لإيران الشكوى والتظلم غير المفيد حتى قيام الساعة.

مع الوقت ستستبدل صور بري وحسن نصرالله وصحبهم عند مفارق الطرقات، في الكرك وغيرها، وستحل مكانها صور رجالات العهد الجديد، معلنة قيامة الدولة ونهاية الدويلة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: