هكذا تأتي حلول النزوح على حساب لبنان!

Syrian refugees, fleeing the recent fighting in Arsal, wait with their belongings in Majdel Anjar in the Bekaa valley, near the Lebanese border with Syria August 8, 2014. The refugees, who had sought shelter in Arsal, were attempting to head back to Syria; however, they say Syrian authorities at the border rejected them until further investigation to verify their identities and statuses. REUTERS/Hassan Abdallah (LEBANON - Tags: POLITICS CIVIL UNREST) - RTR41Q6X

ملف النزوح السوري في لبنان والفوضى التي يتخبط بها النازحون كما اللبنانيون، نتيجة غياب التنظيم الرسمي، قد احتل الأولوية في روزنامة الوفود اللبنانية والقبرصية واليونانية إلى مؤتمر بروكسل الذي سيبحث تطورات سوريا والمنطقة.

ويعلّق اللبنانيون الكثير من الآمال على الموقف الأوروبي الجديد في شأن اعتبار مناطق آمنة في سوريا لإعادة النازحين السوريين إليها، فيما لا تُخفي أوساط ديبلوماسية مطلعة، تشاؤمها بالنسبة للتغييرات في المواقف الأوروبية، وذلك بمعزلٍ عن الإعتراض اللبناني من العبء الذي بات يشكله النزوح وتداعياته الديموغرافية وأخطاره على الأمن المجتمعي بدرجة أساسية.

وتنقل هذه الأوساط لموقع LebTalks استغراباً ديبلوماسياً أوروبياً للجرائم الأخيرة التي ارتكبها نازحون سوريون في أكثر من منطقة في لبنان والتي استهدفت شخصيات مسؤولة وحزبية كمنسق “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان، أشخاصاً من دون أي صفة سياسية وشخصيات حزبية.و

وإذ تلاحظ الأوساط الديبلوماسية أن هذه الجرائم كانت لافتة للنظر، إلا أنها ترى أنها لا تشكل أسباباً لأية صراعات مسلحة، ذلك أن الخطر الأمني لم يصل بعد إلى مستوى يهدد الإستقرار الأمني “الهش”، فهي لم تجد أية أوجه شبه ما بين مناخات الإحتقان والتوتر والحوادث الأمنية التي يرتكبها لاجئون سوريون في الآونة الأخيرة، وما بين حوادث حصلت عشية الحرب الأهلية من قبل لاجئين فلسطينيين في لبنان في السبعينات.

وحول ما يتردد من تحذيرات حول تكرار سيناريو الحرب، تلفت الأوساط إلى أن الحرب الأهلية هي مثل رقصة “التانغو” والتي تفترض وجود شريكين، بينما لا تتوافر هذه المعادلة في لبنان، وخصوصاً على مستوى وجود السلاح.

إلاّ أن الأجواء الفعلية المتوافرة على المستوى الديبلوماسي حول واقع النزوح السوري، تقتصر على المشهد السياسي والأمني في سوريا وعودة النازحين، حيث تتحدث الأوساط الديبلوماسية عن أن هذا العنوان، هو النقطة الوحيدة التي يُجمع عليها اللبنانيون على اختلاف طوائفهم، باستثناء بعض الأصوات التي ارتفعت أخيراً لدى جهات تدور في فلك النظام السوري.

 ومن هنا، يأتي اعتراف الإتحاد الأوروبي بمعادلة “رفض”غالبية اللبنانيين للنزوح الفوضوي للسوريين، وإن كانت ترى أنه “مهما مورس من ضغوط على النظام السوري فلن يعيدهم، علماً أن الدولة اللبنانية لا تتواصل مع الدولة السورية، ما يضع الكرة لدى المجتمع الدولي الذي سيحدد موقفه في مؤتمر بروكسل.

وفي هذا السياق، تشير الأوساط الديبلوماسية إلى مواقف تصعيدية مرتقبة من قبرص واليونان في ملف النزوح، موضحةً أنهم سيذهبون أبعد من ذلك في الاجراءات ضد لبنان ولن يتهاونوا في حال لمسوا أن هناك قبّة باط في لبنان، من أجل تسهيل أو عدم ضبط الهجرة غير الشرعية للاجئين السوريين إلى قبرص واليونان.

ورداً على سؤال حول قدرة لبنان على ضبط الهجرة غير الشرعية من شواطئه، تلاحظ الأوساط أن تحلل وانهيار المؤسسات بفعل الأزمات والفراغ الرئاسي والإنقسامات، يُنذر بأن لا تأتي مقررات مؤتمر بروكسل وفق ما يريده اللبنانيون، وأن تكون الحلول في هذا الملف على حساب لبنان، لأن “هذا هو مصير الضعيف”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: