هل تسمح إيران؟

iran

كتب الدكتور شربل عازار

في قلب ضاحية بيروت الجنوبيّة، سقط المسؤول العسكري الأعلى "لحزب الله" أبو علي طَبَطَبائي.

بالرغم من تصاريح قيادات "الحزب" وإيران التهديديّة، لا يعتقد أحد أنّ الردّ آتٍ، وذلك لانعدام التوازن مع إسرائيل.

كان مُلفِتاً الكلام الصادر عن الدكتور سمير جعجع البارحة وفيه: "إذا كان لدينا أي طريقة لإقامة توازن عسكري شرعي يُمَكِّننا من إيقاف الهجمات الإسرائيليّة على لبنان فلنعتمدها فوراً "، وإلّا الدبلوماسيّة.

واضح من التصاريح المتكرّرة للرئيس دونالد ترامب ولغيره من القيادات العالميّة والعربيّة والخليجيّة، أنّ الشرق الاوسط الجديد ذاهب الى سلام مُستدام بين العرب وإسرائيل مع ما يعني ذلك من فَورَة اقتصاديّة لهذه المنطقة.

نحن في لبنان، المسيحيّون قبل المسلمين، لا يمكن أن نركب قطار السلام ولا قطار التطبيع مع إسرائيل إلّا بعد وُلوُج جميع الدول العربيّة في هذا المنحى.

نحن في لبنان نطمح للعودة، وبأسرع وقت، الى اتفاق الهدنة العام 1949، وهو اتفاق قائم على بساطة "قَول سٍتّي:

"انت بدارَك وانا بدَارِي،

 ويا دار ما دَخَلِك شرّ".

لن ترضى معنا الدول الصديقة إلّا بإعلان نوايا من "حزب الله" يكون مضمونه:

"نحن في "حزب الله" نُعلِنُ أنّه في حال خرجت إسرائيل من لبنان وأعادت الأسرى وتعهّدت الدول الصديقة بالمساعدة في إعادة إعمار الجنوب للمرّة الأخيرة،

 فإنّ "حزب الله" سَيَعتَبر أنّه أنهى مهمّته بتحرير لبنان، وسيحلّ كلّ أجنحته العسكريّة والأمنيّة وسيتحوّل الى حزب سياسي لبناني بشكل قانوني مِثلَه مثلِ بقيّة الأحزاب حيث لا ولاء إلّا للبنان".

عندها، وفقط عندها، سيلتفّ اللبنانيّون جميعاً حول "أحبّائهم الشيعة" وسيخوضون معاً نِضالاً جَمَاعياً سلمياً ديبلوماسياً على كلّ المستويات من أجل استعادة الأرضِ والأسرى، ومن أجلِ الدفع بالوطن والدولة الى شاطئ الأمان المُستَدام، ليعود لبنان بلد الاستقرار والازدهار ودرّة الشرقيين.

فهل سَتَسمَح الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران بتحرير الحزب من قبضتها؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: