هل دروز سوريا على أعتاب خلق المسألة الدرزية؟

syria

في الوقت الذي أجمعت فيه التوقّعات والتحليلات على الاستعداد لتوقيع دروز السويداء والقنيطرة على اتفاق انضمامٍ للدولة السورية على غرار اتفاق الشرع / عبدي، فوجئ الوسط المراقب بخروج مَسيرات درزية تنتقل الى إسرائيل وتعبر الحدود السورية باتجاه الداخل الإسرائيلي، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول حقيقة الوضع الدرزي في سوريا.

 مصادر سياسية مطلعة ومتابِعة للملف السوري تفيد أن هذا التحرّك العلني والفريد والمفاجئ الى حدّ ما يعني أمرين أساسيين: الأول خروج قسم من الدروز عن الطاعة لدمشق، والثاني خروج الدروز عن الطاعة لزعامة وليد جنبلاط عشية إحياء السادس عشر من آذار ذكرى اغتيال الزعيم كمال جنبلاط.

والسؤال الكبير يُطرح حول معرفة ما اذا كان قسمٌ من الدروز قد قرّر قلب الطاولة على الخط السوري – العربي والتوجّه إسرائيلياً نحو بداية تطبيع ما؟ وهل من الممكن أن يؤدي ذلك الى نوع من صدامٍ أهلي داخلي بين الدروز الموزَعين على خطين عربي توحيدي وإسرائيلي تقسيمي؟

المعطيات تشيرُ للمرة الأولى الى انقسامٍ درزي- درزي عميق في الخيارات وتقرير مصير  الطائفة، والى خروج الدروز عن الطاعة الموروثة من الأسلاف، ما يعيد خلط الأوراق في المشهد السوري برمته إن لم يتم تدارك الذي يحصل في أسرع وقت.

الوضع في جنوب سوريا خطير وخطير جداً، فسوريا في سباق محموم بين التوحيد، وهو المشروع العربي، والمشروع الاسرائيلي التقسيمي والذي على ما يبدو يلاقي اذاناً صاغية مقتنعة من داخل المجتمع الدرزي، فيما تبقى الأنظار مشدودةً الى ما سيقوله الوزير السابق وليد جنبلاط في ذكرى اغتيال والده لاسيما وأنه تحرّر من التحفّظ الذي كان ينتهجه قبل سقوط نظام الأسد، فيما الأحداث والتطورات المتسارعة تداهم الجميع على الساحتين السورية والإقليمية.

من هنا، يقيم البعض المقارنة بين المثال الشيعي في لبنان والمثال الدرزي في جنوب سوريا حيث أن الثنائي الشيعي في لبنان  نجحَ في خلق المسألة الشيعية المنفصلة عن الدولة المركزية وشكّل دويلة ضمن الدولة ملتحقاً بإيران والأجندة الإيرانية في المنطقة، فيما قسم من الدروز في سوريا يخرجون عن طاعة  الدولة المركزية الفتية في دمشق للالتحاق بالمشروع التقسيمي الذي يناسب إسرائيل وأجندتها، وقد يكون ما يحصل جنوب سوريا لا يعدو كونه من ضمن الارتدادات المتوقّعة للزلزال الكبير الذي تسبّبه سقوط نظام الطاغية الأسدي وهزة من هزاته الارتدادية، إنما لا يبدو الأمر كذلك نظراً للمنحى الدراماتيكي الذي تأخذه الأحداث.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: