في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة، وتحديداً بعد قمة شرم الشيخ الأخيرة، بات واضحاً أن الشرق الأوسط يقف على أعتاب تحول جذري. ما حصل على الأرض الفلسطينية، وما دار في الكواليس وعلى الطاولات الديبلوماسية بين الأطراف الفاعلة، يشير إلى بداية صفحة جديدة، تتجاوز عقوداً من الدماء والنزاعات والانقسامات.
يقول سياسي مخضرم لموقع "LebTalks" إن هذا الصراع الممتد منذ العام 1948، قد دخل اليوم منعطفاً حاسماً، اذ مر النزاع بفصول عدة، عربية، فلسطينية، إسرائيلية، حاول الراحل ياسر عرفات أن يطوي صفحته بإقامة دولة فلسطينية، لكن تقاطع مصالح اليمين الإسرائيلي مع محور الممانعة آنذاك حال دون ذلك.
يضيف: "لكن المتغيرات المتسارعة على الأرض اليوم تعيد رسم الخريطة، فمحور الممانعة، الذي طالما رفع شعار المقاومة المسلحة، بدأ يتهاوى:
-في غزة، أعلنت حركة حماس ومعها فصائل مسلحة مشابهة انتهاء العمل العسكري.
-في سوريا، نظام بشار الاسد بات خارج المعادلة بعد سقوطه سياسياً وأمنياً.
-في إيران، الضعف الاقتصادي والعقوبات وتراجع النفوذ، أثر بشكل مباشر على تمويل وتسليح الأذرع الإقليمية.
-أما في لبنان، فالنقاش الجدي بدأ حول نزع سلاح حزب الله، ما يضع نهاية محتملة لآخر جيوب الممانعة".
ويتابع: "كل ذلك يفتح الباب أمام ما يصفه المصدر بفرصة نادرة، للانطلاق نحو مرحلة جديدة، تُطوى فيها صفحة الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي، لصالح إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإرساء سلام عادل وشامل طال انتظاره".
يضيف: "لبنان أيضاً، على الطريق في حال تحقق نزع السلاح، وانتهى تأثير الممانعة داخله، يمكن أن يعود مشروع الدولة إلى الحياة، وتتحول الدولة اللبنانية من ساحة صراع بالوكالة إلى كيان سيادي مستقل".
ويختم السياسي نفسه قائلاً: "إن شرق أوسط جديد يتشكل خالٍ من فوضى السلاح غير الشرعي، من هيمنة الميليشيات، ومن مشاريع الخراب والتخريب لصالح استقرار طال انتظاره، وسلام بات ممكناً".