كتب مركز لندن للدراسات الاستراتيجية:
حذرت ورقة بحثية أصدرها مركز رصد للدراسات السياسية في لندن من تأثير التطرف الفكري على التراث الفلسطيني، وقالت الورقة إن العديد من المسيحيين الفلسطينيين مرعوبون من فكرة أن الضفة الغربية سوف تسيطر عليها أفكار داعش المتطرفة، خاصة وأن هذا التطرف له الكثير من الآثار السلبية التي تنعكس على الوضع التراثي العام ومنها مثلاً:
- تدمير المعالم التاريخية: حيث يؤدي التطرف إلى استهداف المعالم التاريخية والدينية التي تمثل التراث الثقافي الفلسطيني، كما حدث في مناطق النزاع التي شهدت تدمير العديد من المساجد والكنائس والمعالم الأثرية.
- فضلاً عن ذلك يساهم التطرف في تغيير الهوية الثقافية عن طريق اعتماد أفكار متطرفة يمكن أن يسهم في تغييب الفنون والثقافات التقليدية الفلسطينية، مما يؤدي إلى تآكل الهوية الثقافية والروابط الاجتماعية التي تعزز التراث.
- فضلاً عن وضع القيود على التعبير الفني، حيث يمكن أن تؤدي الأفكار المتطرفة إلى فرض قيود على الفنون والآداب، حيث يتم استبعاد الأعمال التي لا تتماشى مع الأيديولوجيات المتطرفة، مما يحد من الإبداع والتعبير الثقافي.
- بالإضافة إلى حصول الانقسام الاجتماعي، حيث يؤدي التطرف إلى انقسام المجتمعات الفلسطينية بين مؤيد ومعارض، مما يعيق جهود المحافظة على التراث الثقافي وتقديره كمصدر للهوية والانتماء.
- تغيير المناهج التعليمية، وقد يتدخل التطرف في محتوى المناهج الدراسية، مما يؤثر على طريقة تدريس التاريخ والتراث الفلسطينيين، ويحول دون نقل القيم الثقافية والتاريخية إلى الأجيال الجديدة.
- ومع كل هذا أيضاً يساهم التطرف الديني في فقدان الحرف التقليدية: التوجه نحو الأفكار المتطرفة قد يتسبب في إهمال الحرف التقليدية، حيث ينشغل الأفراد في قضايا الصراع بدلاً من الحفاظ على الفنون والحرف التي تشكل جزءاً من التراث.
- بجانب تأجيج الصراعات الداخلية: زيادة التطرف قد تؤدي إلى صراعات داخلية بين الجماعات المختلفة، مما يعوق العمل الجماعي للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي.
وتنتهي الورقة بالقول إنه وبصفة عامة، فإن التطرف الإسلامي يشكل تحدياً كبيراً للتراث الفلسطيني، ويحتاج الأمر إلى جهود مشتركة من المجتمع المحلي والدولي للحفاظ على هذا التراث وحمايته من التهديدات المختلفة.