أشهر عدة مرت على انتخاب المجلس البلدي للعاصمة إنما من دون أن تسلك الوعود التي أعطيت من قبل أعضائه قبل الإنتخاب، الطريق إلى الترجمة.
وكان لافتاً مستوى الصخب والضجيج الذي تبع الإخبار الذي كان تقدم به نواب العاصمة: فؤاد مخزومي، وغسان حاصباني، ونقولا صحناوي، وفيصل الصايغ ونديم الجميل، من أجل إثارة ملف الفساد المالي في بلدية بيروت.
فالضجة التي أثيرت بعد تقديم الإخبار من النواب الخمسة إلى القاضي ماهر شعيتو، لم تأت من فراغ بل يقف وراءها فريقان، الأول هو النواب الذين استفاقوا متأخرين على حقوق أهالي بيروت والذين اعترضوا على الحراك النيابي الذي ينطلق من مبدأ ثابت وهو أن العاصمة وأهالها يستحقون إدارةً شفافة في بلدية بيروت، من أجل أن يتمكن المجلس البلدي الجديد من أداء مهامه.
أما الفريق الثاني، فهو الفريق المتورط في هدر المال العام في البلدية والمسؤول عن الفساد لسنوات عدة مضت.
ويطرح هذا الواقع أسئلةً حول أسباب الوعي المفاجئ لدى بعض النواب من كتل نيابية أخرى قررت الدخول على خط فضح ومحاسبة المرتكبين كما المخالفين، فيما أن النواب الذين تقدموا بالإخبار، قد حددوا عبر إخبارهم ملفات بلدية بيروت التي شهدت تجاوزات ومخالفات على مدى السنوات الأربع الأخيرة، وقد قرروا الذهاب إلى النهاية في تحركهم من أجل رفع الغطاء عن أي مرتكب، وذلك تحت سقف حماية المال العام وتعزيز الشفافية والمساء في إدارة الشؤون المالية لبلدية بيروت.