في تغريدة له على تطبيق “أكس”، كشف الكاتب والمحلّل الجيوسياسي جورج أبو صعب عن “الفضيحة الكبرى” التي تتوالى فصولها منذ السابع من الشهر الحالي، مع اقتحام “حماس والجهاد الإسلامي” لمستوطنات غلاف غزة حتى يومنا هذا، والمتمثّلة بتخلّف إيران وعملائها الإقليميين عن مؤازرة حليفهم الغزاوي، والنكول بالخطة العسكرية التي رُسمت في بيروت بين ممثلين عن ما يُسمّى محور المقاومة والممانعة وحماس والجهاد وحزب الله ومسؤولين إيرانيين، والتي هدفت الى الإطباق على اسرائيل من جبهات أربع في وقت واحد.
أبو صعب إعتبر في تغريدته أنه “ليس من غريب الصدف أن تتزامن في اليومين الماضيين والساعات الماضية عمليات عسكرية على جبهات إقليمية مختلفة وفي مناطق مختلفة من قبل وكلاء إيران في المنطقة، فرسائل إيران عبر وكلائها الإقليميين كانت للتوظيف الإعلامي وللإيهام بانخراط المحور المسّمى ممانعة ومقاومة ضد إسرائيل، بدءاً من قيام الحوثي بإطلاق صواريخ أو مسيّرات باتجاه إسرائيل كما قيل من على مسافة أكثر من ١٥٠٠ كيلومتر من أقرب نقطة سيطرة له في القسم الشمالي من اليمن، واعتراض البحرية الأميركية لها بمثابة مسرحية مكشوفة لم توفق في مداواة “عورة” هذا المحور الذي كشف خداعه وكذبه ودجله بإسم المقاومة والممانعة،
وفي نفس الوقت تجدّدت المسرحية “الهزلية” في العراق باستهداف قاعدة “عين الأسد” التي تتواجد فيها قوات أميركية، وهي القاعدة الأساسية لمحاربة الإرهاب، كما أنها القاعدة الأساسية في الغطاء الجوي الذي وفّر للميليشيات الموالية لإيران للتمكّن من كل أرض العراق، وقد كانت الداعم الأساسي لزحف الميليشيات باتجاه سوريا.
وبالتزامن أيضاً، سُجّلت عملية استهداف حقل غاز قريب من دير الزور في سوريا تتواجد فيه قوات أميركية، في وقت ينشط حزب الله في جنوب لبنان بالإيهام بأنه يقاتل إسرائيل بمناوشات مضبوطة الإيقاع بين الفينة والأخرى، وهو أمر لم يعد ينطلي على أحد سوى السذج في بيئته الحاضنة المستقوية بقوافل دراجات، فيما المئة وخمسين ألف صاروخ الذي لطالما تبجّح الأمين العام لحزب الله بامتلاكها لإفناء إسرائيل قابعة في مستودعاتها راضيةً مطمئنةً الى أجل غير مُسّمى.
وتابع أبو صعب: “ألم يفهم هذا المحور أن كل “خزعبلاته”، سواء في جنوب لبنان أو العراق أو اليمن أو سوريا، لن تفلح في ستر فضيحة بيعه حماس وغزة لإسرائيل وانكشافه الفاضح بكونه مجرد أدوات طيّعة مطواعة لخدمة الأجندة الإيرانية وليس لتحرير القدس والقضاء على إسرائيل، وقد بان ما بان من مخطط كان مرسوماً للإطباق على إسرائيل إلا أن مَن دفع ويدفع وسيدفع فاتورة الخيانة هم أهل غزة وشعبها وحدهما.
“حماس” التي حالفت الحوثي في اليمن والأسد وميليشياته، تعود وحيدةً خائبةً من حلفاء لها مفترضين أظهروا خيانتهم وقلة اهتمامهم بالقدس والقضية الفلسطينية وحصار غزة لأنهم كشفوا عن حقيقة توجهاتهم بمحاربة الشعوب العربية ومقاتلتها في المنطقة بدل مقاتلة العدو الإسرائيلي وإنهاء إسرائيل ومحوها من الوجود، وقد سنحت لهذا المحور الدجّال فرصة ترجمة أقواله الى أفعال، لكن البوصلة الإيرانية في البيع والشراء شغّالة باستمرار وعلى مدار المصالح الإيرانية والإقليمية والدولية.
غزة تدفع ثمن خيانة الحلفاء وحماس والجهاد والقسّام وحدهم في مواجهة انتقام إسرائيل، ومسرحيات وكلاء إيران مهما عظُمت تبقى عاجزة عن محو العار والتقصير والخيانة …
وأنهى أبو صعب تغريدته كاتباً : هل يصحو المغفّلون والمضلّلون؟!