إسرائيل “لم تفهم” نية حماس… رسالة “غامضة” من السنوار قبل الحرب

d1f0b02a-bad8-44b8-a2b1-cef6059036db

بعث قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، قبل أسابيع من شن الحركة هجومها المباغت على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023، رسالة شخصية إلى مسؤولين إسرائيليين، حذرت من “اندلاع تصعيد مرتبط بقضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”.

وأفادت رسالة السنوار بأنه “من المتوقع اندلاع تصعيد في السجون وفي قضية الأسرى”، ووصلت الرسالة إلى إسرائيل وعلم السنوار أنها وصلت، من دون أن تحدد الشخص الذي تلقى الرسالة أو كيفية نقلها.

ولم تحمل الرسالة تحذيراً واضحاً بشأن عملية 7 تشرين الأول، لكنها ربما كانت تلقي الضوء عليها بصورة غير مباشرة.

واستبعد من تلقوا الرسالة احتمال أنها تشير إلى اضطرابات تحدث بين السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل، واعتقدوا أنها تتعلق بأسرى أو مفقودين إسرائيليين في وقائع سابقة.

واحتجزت “حماس” اثنين من الإسرائيليين داخل القطاع خلال العامين 2014 و2015، إضافة إلى جثتي جنديين قتلا العام 2014.

واحتجزت ميليشيا عراقية مدعومة من إيران باحثة روسية إسرائيلية تدعى إليزابيث تسوركوف في بغداد في آذار العام 2023، ولا تزال هناك حتى الآن.

واعتبرت رسالة السنوار “حساسة للغاية”، ولم يتم تداولها إلا بشكل محدود داخل أروقة القيادة السياسية والأمنية الإسرائيلية، وذكر التقرير التلفزيوني أنها “مُنحت أعلى تصنيف أمني ممكن، ولم يُسمح إلا لقلة قليلة من المسؤولين بالوصول إليها”.

وتمت مناقشة الرسالة داخل جهاز الموساد والجيش الإسرائيلي، كما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت اطلعا على تلك المناقشات وربما شاركا في بعضها، واستُنتج منها أن السنوار يشير إلى أسرى ومفقودين إسرائيليين.

ولم تُفسّر إسرائيل الرسالة على أنها تحذير قبل الهجوم، على الرغم من أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت في أيديها مواد تتعلق بخطط لهجوم محتمل من “حماس”.

وبدلاً من ذلك، فهمت إسرائيل من الرسالة أن “حماس” تنوي تولي المسؤولية عن الأمور المتعلقة بالباحثة المخطوفة تسوركوف، والمطالبة بالإفراج عن عدد كبير من السجناء الأمنيين الفلسطينيين مقابل حريتها.

ولم يفهم المسؤولون الإسرائيليون سبب رغبة السنوار في إيصال هذه الرسالة، لكن تكهنات أشارت إلى أن “قائد حماس كان يتعامل مع قضيتين متزامنتين، الأولى التخطيط لهجوم 7 تشرين الأول والثانية المفاوضات التي كانت متقدمة في ذلك الوقت بشأن الإسرائيليين الأربعة في غزة، الجنديان القتيلان هدار جولدين وأورون شاؤول، والمدنيان الباقيان على قيد الحياة أفيرا منغيستو وهشام السيد”.

ويرى مسؤولون إسرائيليون أن “خلافاً وقع بين السنوار والقائد العسكري في حماس محمد الضيف بشأن توقيت الهجوم، وربما أراد السنوار بهذه الرسالة دفع إسرائيل لاتخاذ إجراءات من شأنها تأخير الهجوم بهدف كسب الوقت وزيادة التنسيق مع حزب الله، بينما كان يريد الضيف الهجوم في تاريخ 7 تشرين الأول”.

ولم يتم تفسير الرسالة بالطريقة الصحيحة التي كانت تلقي الضوء على شيء يحدث من غزة، ما يعزز التقارير الإعلامية التي تشير إلى فشل المسؤولين الإسرائيليين في توقع التهديد القادم من “حماس”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: