إيران في عين الإستهداف الجيو استراتيجي

5aa65761-1d6b-4dd2-a026-911dc272eb72

طرح اغتيال الضابط في الحرس الثوري الإيراني العقيد صياد خدائي، امس في طهران، من جديد على بساط البحث الخرق الكبير لأجهزة الإستخبارات والأمن الإيرانية داخل الجمهورية الإسلامية، بما يعيد إلى الأذهان كلام الرئيس الإيراني السابق محمود احمدي نجاد ، حين كشف العام الماضي عن ان أكبر مسؤول إيراني لمكافحة التجسس الإسرائيلي كان جاسوساً لإسرائيل .

وقد تزامن اغتيال الضابط خدائي مع كشف طهران عن خلية إسرائيلية تم القبض عليها بحسب ما نقلت وسائل إعلام إيرانية .

فالاغتيالات التي شهدتها ولا تزال تشهدها الساحة الإيرانية وأشهرها اغتيال قاسم سليماني ولو في العراق واغتيال العالم النووي محسن فخري زاده في قلب ايران واتهام السلطات الإيرانية في كل مرة إسرائيل بالمسؤولية عنها وصولاً إلى اغتيال خدائي، إن دلت كلها على شيىء، فعلى مدى هشاشة المنظومات الأمنية والإستخباراتية الإيرانية المخروقة من أجهزة خارجية بالتواطؤ مع عناصر أو أجهزة داخلية .وإن كان اتهام طهران في كل مرة إسرائيل والإعلان كما بالأمس عن القبض على خلية إسرائيلية، من الامور التي لا تصب في مصلحة ايران لانها تعتبر بمثابة إقرارها واعترافها علنياً بجواز خرق الساحة الإيرانية الداخلية من قبل الإسرائليين ، الأمر الذي يتنافى مع النمطية الثورية التي تصر على إظهار ايران على أنها ممسكة بأمورها وعصية على إسرائيل وعلى قاب قوسين او ادنى من إفنائها .فالخطاب السياسي في طهران منفصم بين منطق الدولة ومنطق الثورة لأن الجمهورية الإسلامية ذات طبيعتين : طبيعة ثورية تقودها وتعززها مؤسسة اسمها الحرس الثوري المنوط به تصدير الثورة الى المنطقة والمحيط وطبيعة دولتية تخضع كأية دولةً لمعايير دستورية وديبلوماسية وتتعاطى مع العالم بمنطق المعاهدات والإتفاقات الدولية .فما يحصل اليوم أن المؤسسة الدولتية تتراجع لحساب المؤسسة الثورية ما يؤدي الى تراجع القدرة على مخاطبة العالم وعلى ضبط الداخل أمنيا واستخباراتياً، لكون الحرس الثوري هو الآمر وبأمرة المرشد الأعلى الخامنئي ورئيس الجمهورية الحالي ابراهيم رئيسي المتتلمذ على يد الحرس الثوري .من هنا نفهم توقف أي تقدم في فيينا بخصوص مفاوضات التسوية ونفهم ازدياد التوترات بين إيران وجيرانها في الخليج وصولا إلى شد العصب الميليشياوي في المنطقة وحيث الميليشيات متواجدة في العواصم العربية .كما نفهم أيضاً الشرط الذي وضعته طهران في مفاوضاتها النووية مع واشنطن بشطب إدراج الحرس الثوري من على لوائح الارهاب ، كدليل قاطع على تغلب منطق الحرس الثوري على ما عداه للمرحلة المقبلة خاصة مع تعاظم تداعيات الحرب في أوكرانيا والاضعاف المتعمد للدور الروسي في المنطقة .

مهما يكن من أمر فإن الأكيد أن إيران تقف اكثر من أي وقت مضى على صفيح إقليمي ساخن والأسابيع والأشهر القليلة المقبلة قد تحمل تطورات على جانب كبير من الأهمية تعيد خلط الكثير من الأوراق في المنطقة على امتداد مشاكلها .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: