وصف شهود عيان حالة من الذعر داخل مجمع مستشفى الشفاء بمدينة غزة، بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات بداخل المركز الصحي الذي يقع بشمال القطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (شاباك)، صباح الاثنين، أن مسلحين فتحوا النار على القوات التي كانت تعمل على اعتقال مسلحين في مستشفى الشفاء في غزة، كاشفا أن “قواتنا ردت بإطلاق النار وأصابت الإرهابيين”.
وكان مستشفى الشفاء هو المرفق الطبي الرئيسي في غزة قبل النزاع، لكن عملياته تعطلت بشدة بعد أشهر من القتال. ويلجأ مئات النازحين الفلسطينيين إلى المجمع الصحي الذي داهمته القوات الإسرائيلية، في وقت سابق من الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس بالقطاع.
وأوضح الجيش الإسرائيلي، أن عمليته الأخيرة، “تستند إلى معلومات استخباراتية تشير إلى استخدام المستشفى من جانب مسؤولين كبار من إرهابيي حماس، الذين أعادوا تجميع صفوفهم، وكانوا يخططون لنشاط إرهابي”، وفقا لـ “تايمز أوف إسرائيل”.
ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فقد جرى تداول لقطات تظهر مبنى في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة يحترق جراء الهجوم الإسرائيلي، فيما كانت القوات العاملة في المباني الواقعة بالقرب منه تحاول الخروج.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن حريقا اندلع عند مدخل المجمع مما أدى إلى حالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين في المستشفى.
وأوضحت الوزارة أن الاتصالات انقطعت، وأن هناك أشخاصا محاصرون داخل وحدات الجراحة والطوارئ في أحد المباني.
وأشارت إلى “سقوط عدد من الشهداء والجرحى مع عدم القدرة على إنقاذ أحد من المصابين بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يقترب من النوافذ، في جريمة أخرى ضد المؤسسات الصحية”.
ويظهر مقطع فيديو آخر سكان بالقرب من المجمع وهم يفرون من المجمع في ظلام الفجر. ولم يتمكن موقع الحرة من التحقق من الفيديوهات المنشورة.
وفي رسالة صوتية أرسلها للصحفيين، قال محمد السيد، المتواجد بداخل المستشفى: “الدبابات تحيط بنا. نحن نختبئ داخل الخيمة. نسمع إطلاق نار الدبابات في محيط المجمع”، حسبما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وسمع دوي إطلاق نار كثيف حول المستشفى في لقطات، لم يتم التحقق منها نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال السيد: “الجنود هنا داخل المجمع هناك قتلى وجرحى، والجنود اعتقلوا بعض الشباب، الوضع هنا كارثي”.
ولم يشر الجيش الإسرائيلي علنا مسبقا إلى أنه يخطط لشن عملية جديدة في الشفاء.
وقال إن المستشفى سيكون قادرا على مواصلة العمل أثناء الغارة، وأخبر المرضى والموظفين أنه ليس عليهم الإخلاء.
وتقع المستشفيات في شمال قطاع غزة بما فيها مستشفى الشفاء منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، في قلب القتال الدائر بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي الذي يقول إن الحركة الفلسطينية تستخدمه كمركز لقيادتها العسكرية وهو ما تنفيه.
ويقع مستشفى الشفاء، في حي الرمال على الساحل الغربي، وتقول حركة حماس إن تاريخ بنائه يعود إلى العام 1946 إبان الانتداب البريطاني، وتم العمل على توسعته على مدار السنوات الماضية.
وسبق أن تعرض المستشفى للقصف في الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في كانون الاول 2008 وكانون الثاني 2009. وأعيد بناء قسم الطوارئ وغيره من الأقسام بدعم مالي فرنسي.
وافتتح المستشفى في العام 2015 وحمل اسم إندونيسيا التي مولت إعادة البناء والترميم. ويوجد فيه 110 أسرة وفقا لمديره عاطف الكحلوت.
وفي نوفمبر الماضي، شن الجيش الإسرائيلي “عملية” داخل المستشفى، ولقي ذلك تنديدا واسعا.
وقبل ذلك، في 28 و29 تشرين الاول تم قصف محيط المستشفى بعد أوامر إخلاء صدرت عن الجيش الإسرائيلي.