الى اين يمكن ان يصل بوتين في حربه ؟

الى اين يمكن ان يصل بوتين في حربه ؟

بقلم الكاتب والمحلل السياسي جورج ابو صعب

يستمر الرئيس فلاديمير بوتين في تحقيق تقدمه الميداني في اوكرانيا ويواصل تقدمه باتجاه العاصمة كييف .
الرئيس الروسي يسعى لاحتلال كييف كي يبادر الى طرح التفاوض من منطلق قوي نتيجة المكاسب التي حققها على ارض الميدان في اليومين الماضيين .
في المقابل الغرب يواجه بالديبلوماسية وسلاح العقوبات القوية روسيا لكن لا يحمي اوكرانيا المتروكة لمقاومة الغزاة الروس بغض النظر عن الدعم المالي وبالسلاح الذي يقدمه الناتو وواشنطن .
الرهان حاليا ليس على منع دخول الدبابات الروسية ارض اوكرانيا بل على تحويل اوكرانيا الى فييتنام روسي فالمهم ليس الدخول والتوغل والاحتلال بل الصمود على ارض محتلة عندما تستيقظ المقاومة المحلية وبالامس ليلا اعلن الرئيس الاوكراني التعبئة العامة اي دعوة كل اوكراني الى حمل السلاح لانطلاق اعمال مقاومة ضد الجيش الروسي المحتل .
العقوبات مهما كانت قوية تبقى كورقة التوت التي تخفي عورة العجز الغربي في منع الرئيس الروسي من التمادي في اوكرانيا واستباحتها .
لم يكن الرئيس الروسي ليتجرأ على التصرف الاحادي الخطير الحالي في اوكرانيا لو لم يتغاضى العرب عن سلسلة من التصرفات الرعناء التي ارتكبها منذ احتلال وضم جزء من جورجيا مرورا بدخوله وسيطرته على جمهورية التشيك فجزيرة القرم في ظل ضعف غربي في منعه وردعه ومواجهته الى ان وصلت النار حاليا الى قلب اوروبا .
التساهل والتغاضي والسكوت عوامل تشجع اي دكتاتوري متغطرس في متابعة خططه وتصل الامور عندها الى درجة من الخطورة يصبح من الصعب والمكلف معها مواجهة المتغطرس بلغة العقل والمنطق .
لا يمكن ردع الوحش عن هجومه بالتدليك .
الرئيس الروسي متفلت من كل الضوابط القانونية والشرعية والميثاقية التي تحكم العلاقات الدولية سواء شرعة الامم المتحدة او مبادىء القانون الدولي وسواها وهو يحاول بكل ما اوتي من قوة مادية وجرأة معنوية وكذب سياسي تحقيق ما يريده دون عائق - سيما وانه الى الان على الاقل - لم تفعل المناشدات والاتصالات والعقوبات حتى فعلتها واغلب الظن ان ساكن الكرملين حسب مسبقا كل العقوبات الممكنة وقبل بمواجهتها مسبقا .
وامس لمح الى السلاح النووي ضد كل طرف يتدخل لمنعه او مواجهته في اوكرانيا ليرد عليه وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان بان للناتو ايضا سلاحا نوويا .
فالصراع بدأ يتخذ انعطافة خطيرة قد تؤدي الى انزلاق لا تحمد عقباه .
نعم يجب استمرار الاتصالات بالرئيس بوتين لكن دون الاتكال على فعاليتها وفي نفس الوقت ابراز حزم وعزم على مواجهته لردعه عن الاستمرار في غطرسته .
علما ان السلاح النووي سلاح توازن رعب ولا يمكن ان يتحول الى اداة ابتزاز لان لروسيا كما للناتو وفرنسا وبريطانيا سلاحهم النووي الامر الذي لا يستطيع بوتين القفز فوقه الا اذا اراد تدمير ذاته والاخرين .
نعم يدفع الغرب وبخاصة الاوروبيون حاليا ثمن قلة خبرتهم وقلة نضوجهم وعجزهم في ايقاف الرئيس بوتين منذ سنوات وافهامه بانه لا يستطيع مخالفة القانون الدولي وسيادة الدول .
وفي نفس الوقت يدفع الاميركيون بحملتهم على الارض الاوروبية مساهمين بحيث يدرون او لا يدرون في اشعال اوروبا عبر حصر المواجهة معه في اوروبا .
فالى اين يذهب بوتين ؟
اما طاولة تفاوض بموقع قوة بعد احتلال اوكرانيا المفيدة وبخاصة كييف والمدن الرئيسية والمرافق الحيوية حيث يكون الغرب امام امر واقع مختلف واما وهنا الطامة الكبرى متابعته التقدم وتهديده دولة اخرى بعد اوكرانيا كمثلا بولندا او رومانيا وتدخل الناتو لردعه كون تلك الدول اعضاء في الحلف .
اننا في مرحلة عصيبة ونعيش فترة سيئة جدا من تاريخ العالم حيث النظام الدولي يترنح مع تداعياته الكارثية على كافة الملفات الاقليمية والدولية والاقتصادية .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: