بالأرقام.. معارضة "حماس" تتنامى في غزّة

palestine hamas

شهد قطاع غزّة قبل فترة وجيزة تظاهرات ضد "حماس" وقراراتها العسكرية ضد إسرائيل. وقد قام المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية باستطلاع رأي، أكّد فيه بالأرقام الواقع الجديد المتنامي الذي يؤيّد أفكاراً معارضة لـ"حماس" واتجاهاتها.

وبحسب الدراسة، تؤيّد نسبة  48% من سكان قطاع غزة التظاهرات ضد "حماس"، وتهبط نسبة الرضا عن أداء الحركة لتبلغ 43%.

أما في ما يتعلق بالتأييد السياسي لها، فقد شهدت النسبة تقدّماً طفيفاً بلغ 37% مقارنة بـ35% قبل سبعة أشهر، وفي حال حصول انتخابات، من المتوقع أن تبلغ نسبة التصويت لـ"حماس" في القطاع 49% مقارنة مع 42% قبل سبعة أشهر .

استمرار التراجع العام بأرقام "حماس" ينسحب أيضاً على سؤال الأحقية بتمثيل الفلسطينيين، وتعتبر نسبة 40% أن الحركة الفلسطينية هي الأحق بتمثيل الشعب الفلسطيني وقيادته، مقارنة بـ43% قبل سبعة أشهر. وعند السؤال عن تأييد قرار "حماس" بشن هجوم السابع من أكتوبر، تبلغ نسبة التأييد 37% في غزة مقارنة مع 39% قبل ثلاثة أشهر.

وفي هذا السياق، شرح مسؤول البحوث المسحية في المركز وليد لداودة، سبب تراجع التأييد لـ"حماس" في صفوف الغزّيين، مشيراً إلى أنّه "متوقع" بعد تدهور الأوضاع المعيشية بسبب الحرب والحصار والتجويع، وفقدان الأمل بالتوصّل إلى تسوية مع إسرائيل تخفّف الضغط عن الفلسطينيين في القطاع، وتراجع "زخم إنجازات حماس" مقارنة بالسابق.

ولا بد من الإشارة إلى تراجع وتيرة عمليات "حماس" العسكرية مقارنة بفترات سابقة من الحرب، خصوصاً في بداياتها، وذلك بسبب تراجع قدرات الحركة التسلّحية، ما من شأنه أن يترك أثراً على معنويات مؤيديها، وتراجع أو انعدام مقومات الحياة مع ارتفاع حدّة الحرب وإطباق الحصار لفترة طويلة ومنع دخول المساعدات.

لداودة أشار إلى أن زخم التأييد الشعبي لـ"حماس" و"حركات المقاومة" والفصائل العسكرية بشكل عام يرتفع خلال بدايات الحروب، ثم يأخذ بالتراجع تدريجياً ليعود إلى مستوياته، وأضاف أن الحرب طالت والتراجع في نسب التأييد استمر، مع العلم أن "حماس" لا تزال تتمتع بشعبية أوسع في غزّة مقارنة بفصائل أخرى، بينها حركة "فتح."

ووفق لداودة، فإن المعطيات الحالية تشير إلى استمرار هبوط نسب التأييد الإجمالي للحركة إلّا في حال حصول أمر استثنائي، كصفقة وقف إطلاق نار وتبادل أسرى ناجحة تصب في صالح غزّة.

ومن المفترض أن تقرأ "حماس" هذه الأرقام، وتعي أن الأرضية الشعبية قد تبدّل مزاجها بشكل نسبي، ما قد يدفعها لاتخاذ مواقف وإجراءات تلاقي بها المزاج الجديد وتأخذ الأرقام بالاعتبار.

في المحصلة، فإن تراجع تأييد "حماس" أثبته الشارع وأكدته الأرقام، وهذا الواقع الجديد الذي يعود إلى تحميل الحركة الفلسطينية مسؤولية الحرب وتبعاتها سينعكس على مستقبلها وسياساتها وشعبيتها، ما يفتح الباب أمام أسئلة كثيرة بشأن نهج "حماس" المقبل خلال مفاوضات وقف إطلاق النار واليوم التالي في غزّة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: