بالارد: البحث عن تيتانيك غطاء لمهمة نووية سرية

WhatsApp Image 2025-09-02 at 08.21.41_58b183a3

كشف الباحث الأميركي روبرت بالارد، الذي قاد فريق اكتشاف حطام سفينة تيتانيك عام 1985، أن المهمة الشهيرة لم تكن مجرد بحث علمي، بل كانت غطاءً لعملية سرية نفذتها البحرية الأميركية لفحص غواصتيها النوويتين ثريشر وسكوربيون اللتين غرقتا في الستينات.

وفي مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، أشار بالارد إلى أن الهدف من العملية كان حماية مواقع الغواصتين من الاستخبارات السوفيتية وفهم أسباب غرقهما، مستعينًا بتقنية أرغو لتصوير القاع البحري ونقل البيانات مباشرة إلى سفينة البحث. وأضاف أن اقتراح البحث عن تيتانيك جاء كوسيلة تمويه، ما مكّن الفريق من اكتشاف الحطام التاريخي للسفينة البريطانية العملاقة التي غرقت عام 1912 بعد اصطدامها بجبل جليدي، ما أودى بحياة نحو 1500 شخص.

تعود قصة الاكتشاف إلى صباح الأول من أيلول عام 1985، عندما رصد فريق المراقبة على متن سفينة البحث كنور أسطوانة معدنية غريبة على شريط الفيديو. سارع بالارد، الذي كان مستيقظًا في غرفته، للانضمام إلى الفريق، ليكتشفوا معًا أن الحطام يعود إلى تيتانيك. وأكد بالارد أن المشهد كان لحظة فارقة أشبه بتسلق جبل إيفرست لأول مرة بالنسبة لمستكشفي المحيطات.

وبالرغم من صعوبات التخطيط والتمويل، دعمت البحرية الأميركية تطوير تقنية أرغو، وهي نظام يسمح للمركبات الآلية بالتصوير ونقل الفيديو تحت الماء، والذي تم توظيفه في مهمة تيتانيك كغطاء لفحص الغواصتين النوويتين المفقودتين في الستينات.

منذ ذلك الاكتشاف، قاد بالارد العديد من بعثات البحث عن حطام السفن التاريخية، مثل حاملة الطائرات يو إس إس يوركتاون والسفينة الحربية النازية بسمارك، وساهمت رحلاته في رسم خرائط بحوالي 27% من قاع المحيطات حتى الآن. ويواصل في سن 83 قيادة بعثات استكشافية لمواقع السفن والطائرات المفقودة خلال المعارك البحرية الكبرى في الحرب العالمية الثانية.

وأشار بالارد إلى أن المستقبل سيكون للمركبات الآلية غير المأهولة، قائلًا: "نقترب من مرحلة إطلاق أساطيل من المركبات الذاتية تحت الماء، لتغطية المحيطات بالكامل، والتحكم بالوقت الذي تقضيه المعدات تحت الماء".

وتجدر الإشارة إلى أن الغواصتين ثريشر وسكوربيون غرقتا في أعوام 1963 و1968، وكان على متن كل منهما أكثر من 100 شخص، ولا تزال أسباب غرق سكوربيون غير محددة حتى اليوم.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: