اخترقت امرأة بروتوكول الفاتيكان، وشقّت طريقها وسط كرادلة وأساقفة ورجال دين محليين وأجانب اكتظّ بهم صحن كنيسة القديس بطرس، لتقف وتلقي نظرة طويلة على النعش المسجّى فيه.
وبعدما انتشر خبرها بين بقية الحضور، قال عدد قليل من الذين يعرفونها، إنها راهبة فرنسية من أصل أرجنتيني تُدعى جنيفييف جيانينغروس (Geneviève Jeanningros)، وهي صديقة قديمة للبابا، تصغره بـ7 سنوات.
وكانت الوحيدة التي سمحت لها دائرة البروتوكول الفاتيكاني بالوصول إلى الحبال التي تحدّد مسافة الاقتراب من النعش، حيث يظهر أحد أفراد البروتوكول وهو يرافقها إلى أقرب نقطة منه.

وكانت تحمل حقيبة خضراء على ظهرها، وحين وصلت تأمّلت النعش لدقائق، ومرّرت خلالها قطعة ورقية على وجهها لتجفيف دموعها التي انهمرت من دون أن تدرك - على ما يبدو- أنها خرقت قاعدة صارمة في بروتوكول الفاتيكان، تقصر وداع البابا المتوفى على الكرادلة والأساقفة والشخصيات الدينية فقط.
ونقلت صحيفة "Clarin" الأرجنتينية أن "إصرارها على الوقوف بجانب نعش فرنسيسكو كان مدفوعاً برغبة قوية في تكريم صديق قديم".

كما أفادت المصادر بأن جيانينغروس هي ابنة شقيقة الراهبة ليونيه دوكيه (Leonié Duquet)، التي اختفت عام 1977 خلال الحكم الديكتاتوري في الأرجنتين، وعُثر على جثتها لاحقًا في مقبرة جماعية، إلى جانب رفات إيستير باليسترينو، التي كانت رئيسة فرنسيسكو عندما كان شابًا يعمل في مختبر كيميائي.
