لا يزال الحادث المفاجئ لمقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه في تحطم مروحية في شمال غرب البلاد، صادمة عالمية إذ لقوا مصرعهم في ظروف غامضة تاركة ورائهم العديد من التساؤلات لا إجابة لها حتى الآن.
وأمس، بدأت مراسم تشييع جثمان الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان ورفاقهما في تبريز. وتجمّع عشرات آلاف الإيرانيين في وقت مبكر في وسط طهران للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه.

وترأس المرشد الإيراني علي خامنئي، جنازة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين الذي لقوا مصرعهم في حادث تحطم مروحية.
وأشارت وكالة أسوشيتد برس إلى أنه في جامعة طهران، أقام خامنئي صلاة الجنازة أمام نعوش إبراهيم رئيسي وحسين أمير عبد اللهيان ومسؤولين آخرين، ولفت نعوشهم بأعلام إيرانية ووضع عليها صورهم.
وبحسب الوكالة قال خامنئي خلال كلمته “اللهم لم نرى منه إلا خيراً”. وسرعان ما غادر واندفع الحشد في الداخل إلى الأمام، ومد أيديهم للمس التوابيت. ووقف القائم بأعمال الرئيس الإيراني محمد مخبر في مكان قريب وبكى.

ثم حمل الناس النعوش على أكتافهم، وقاموا بتحميلهم على مقطورة نصف شاحنة للقيام بموكب عبر وسط مدينة طهران إلى ساحة آزادي، أو “الحرية”، حيث ألقى رئيسي خطابات في الماضي.
وحضر الجنازة كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، وكان بين الحضور أيضا إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي حركة حماس.
وقال هنية: “أتيت لأقدم العزاء باسم الشعب الفلسطيني وباسم فصائل المقاومة على أرض فلسطين، وباسم غزة”، مضيفاً أن:” الرئيس الراحل أكد له، خلال لقاء جمعهما في شهر رمضان، أن “القضية الفلسطينية في صلب قضايا الأمة، وأن المقاومة خيار استراتيجي لمشروع التحرير”.
كما وصف رئيس حركة حماس أن: “هجوم 7 أكتوبر زلزال في قلب الكيان الصهيوني”.

وما كان ملفت في هذه الجنازة هو مشاركة عدد من الحاخامات اليهود في مراسم جنازة وتشييع الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي ومرافقيه.
ونشرت وكالة تسنيم الإيرانية، مقطعاً مصوراً ظهر فيه عدد من الحاخامات اليهود يسيرون ضمن الحشود التي بدأت التجمع في شارع الثورة وسط العاصمة طهران لحضور مراسم تشييع الرئيس الراحل ومرافقيه.
حاخامات (يهود) في طهران يشاركون في مراسم توديع الهالك الرئيس الايراني "ابراهيم رئيسي" ورفاقه pic.twitter.com/QMWcYlZWCc
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) May 22, 2024
ومن المتوقع أيضًا أن يحضر في طهران رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ووفد من حركة طالبان الأفغانية، بما في ذلك وزير خارجيتها أمير خان متقي. كما حضر الجنازة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى جانب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.
وفي الوقت نفسه، قدم مسؤول إيراني رواية جديدة عن حادث يوم الأحد، مما زاد من تأجيج النظرية التي أدت إلى سوء الأحوال الجوية. وقال غلام حسين إسماعيلي، الذي سافر على متن إحدى المروحيتين الأخريين مع رئيسي، للتلفزيون الرسمي إن: “الطقس كان جيدا عندما أقلعت الطائرة. لكن مروحية رئيسي اختفت وسط السحب الكثيفة ولم يتمكن الآخرون من الوصول إلى الطائرة عن طريق الراديو، مما أجبرهم على الهبوط في منجم نحاس قريب”.
أضاف إسماعيلي: “أمير عبد اللهيان أو أحد الحراس الشخصيين على متن الطائرة لم يستجب للمكالمات، لكن إمام صلاة الجمعة في تبريز، محمد علي آل هاشم، أجاب بطريقة أو بأخرى على مكالمتين هاتفيتين محمولتين. ولم يكن من الواضح لماذا لم تتمكن إيران بعد ذلك من تتبع إشارة الهاتف”.
أضاف “عندما عثرنا على مكان الحادث، تشير حالة الجثث إلى أن رئيسي ورفاقه توفوا على الفور أما آل هاشم… (توفي) بعد عدة ساعات”.