"برعاية أميركية".. باريس تستضيف اجتماعاً جديداً بين سوريا وإسرائيل

443386269922

كشف مسؤول أميركي ومسؤولان إسرائيليان لموقع "أكسيوس" أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحاول التوسط لإبرام اتفاق بين سوريا وإسرائيل لإنشاء ممر إنساني يمتد من إسرائيل إلى مدينة السويداء جنوب سوريا، بهدف إيصال المساعدات إلى الطائفة الدرزية هناك.

يأتي هذا المسعى في أعقاب الغارات التي شنّتها إسرائيل الشهر الماضي على الأراضي السورية، في ظل اشتباكات عنيفة شهدتها السويداء، حيث قالت تل أبيب إن تدخلها جاء دفاعًا عن السكان الدروز هناك، تضامنًا مع الأقلية الدرزية في إسرائيل.

ويرى مراقبون أن إنشاء الممر الإنساني قد يُسهم في تحسين الوضع الإنساني المتأزم في السويداء، ويُعيد بعض الزخم إلى الجهود الأميركية الرامية إلى تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل، بعد انقطاع دام قرابة 25 عامًا. كما أنه قد يُمهّد الطريق لخطوات أوسع نحو إعادة بناء العلاقات الثنائية، التي شهدت توترًا حادًا منذ اندلاع الحرب السورية.

على الرغم من التحرك الأميركي، أعربت الحكومة السورية عن مخاوفها من احتمال استغلال بعض الجماعات الدرزية لهذا الممر لتهريب الأسلحة، ما قد يُفاقم الوضع الأمني في الجنوب السوري، بدلاً من تحسينه.

من المقرر أن يلتقي المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، يوم الأربعاء المقبل في باريس، بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن الممر. ويُعد هذا الاجتماع الثاني من نوعه خلال ثلاثة أسابيع، في مؤشر على استئناف الاتصالات المباشرة بين الجانبين بعد ربع قرن من الانقطاع.

تؤكد إسرائيل، التي تضم مجتمعًا درزيًا فاعلًا سياسيًا، التزامها بحماية الأقلية الدرزية في سوريا. وفي وقت سابق، حاولت إيصال مساعدات إلى دروز السويداء عبر الأردن، غير أن السلطات الأردنية رفضت، ما دفع القوات الإسرائيلية إلى إسقاط المساعدات جوًا.

وعقب ذلك، طلبت إسرائيل دعم الولايات المتحدة لإقناع الحكومة السورية بالموافقة على ممر المساعدات، وفقًا للمصادر الإسرائيلية. وفي هذا السياق، عقد المبعوث الأميركي لقاءً في عمّان مع وزيري خارجية الأردن وسوريا لبحث سبل احتواء التوتر في السويداء.

تُعد مدينة السويداء المعقل الأساسي للطائفة الدرزية في سوريا، وقد تحوّلت مؤخرًا إلى بؤرة توتر شديد خلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد. وكانت الاشتباكات التي اندلعت في يوليو بين مقاتلين دروز وآخرين من البدو قد أودت بحياة المئات وشرّدت عشرات الآلاف، وسط تقارير عن ارتكاب فظائع بحق المدنيين.

ووفقًا لتقارير أممية صدرت الأسبوع الماضي، فإن الأوضاع في السويداء لا تزال متقلبة للغاية، مع صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات الإنسانية بسبب الحواجز الأمنية وانعدام الاستقرار.

وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل لم تكتفِ باستهداف الدبابات السورية المتجهة نحو السويداء، بل وسّعت عملياتها لتشمل قصف العاصمة دمشق، في خطوة أثارت قلق المسؤولين الأميركيين من أن تؤدي إلى تفاقم التوتر داخل سوريا.

وفي وقتٍ لاحق، أوضح مصدر حكومي سوري لـ"التلفزيون العربي"، أنَّ الأخبار المتداولة عن لقاء سوري إسرائيلي في باريس غدًا عارية عن الصحة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: