انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مؤخرا، منشورات زعم مروجوها أنها لحملة إعلانية لشركة "شي إن" الصينية، ويظهر فيها عارض أزياء يشبه الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.
ما إن انتشرت الصورة حتى تحولت إلى مادة ساخرة، وامتلأت التعليقات بعبارات تهكمية أبرزها أن الأسد "عاد إلى الواجهة، ولكن هذه المرة عبر عالم الموضة".
ومع تزايد التفاعل، تعددت التفسيرات، حيث اعتبر فريق أن "الأمر خطأ غير مقصود نتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الصور، بينما رأى آخرون أن التصميم مقصود ويحمل رسالة مبطنة، وهو ما زاد من حدة الجدل وسرعة انتشار القصة".
ومع تصاعد الجدل على المنصات، لم تتوقف القصة عند حدود السخرية، بل تطورت إلى مزاعم أوسع، فقد ذهب ناشطون إلى القول إن "شركة شي إن واجهت انتقادات حادة من جانب المتسوقين بسبب الصورة المثيرة للجدل، وإنها اضطرت إلى فتح تحقيق داخلي حول الحملة الترويجية وما تسببت فيه من ردود فعل غاضبة".
في المقابل، أبدى آخرون شكوكهم في صحة القصة برمتها، مشيرين عبر حساباتهم على "إكس" و"إنستغرام" إلى أن "الشركة لم تصدر أي تعليق رسمي يوضح سبب التشابه، مرجحين أن يكون ما حدث مجرد خطأ ناتج عن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج الصور".
فيما أشار حساب على فيسبوك باسم "حلب الشهداء" إلى أن "أحد المصممين أنشأ الصورة الترويجية بحيث يظهر بشار الأسد في دور عارض أزياء في عرض للملابس على الإنترنت".
وقد أكدت المعلومات أن "أصل الصورة المتداولة وسياق الرواية التي انتشرت من خلالها عبر المنصات المختلفة".
وأظهرت تقنيات البحث العكسي أن "أول ظهور للعرض الذي يجسد صورة الشاب الذي يشبَّه بالرئيس السوري المخلوع كان على حساب في منصة إنستغرام يحمل اسم (WKM NEWS).".
وأظهر التحليل البصري للحساب الذي يتابعه أكثر من 40 ألف شخص أنه مخصص لنشر الأخبار الزائفة حول العالم في قالب ساخر بهدف تحقيق المشاهدات، حتى إنه يصف نفسه بأنه "المصدر الإخباري الأقل موثوقية".
ونشر الحساب الصورة في 4 أيلول الجاري مصحوبة بنفس الرواية التي نقلتها الحسابات ولكن باللغة الإنجليزية، كما أن المظهر العام للصورة يوحي بأنها حقيقية بسبب خلفية المشهد التي تظهر علامة "شي إن" ما زاد من فرص انتشارها.
وأشارت المعلومات إلى أن "الصورة المزعومة لشبيه بشار ليست حقيقية، وإنما مدمجة مع صورة أخرى كانت منشورة على الموقع الرسمي لمتجر "شي إن"، قبل أن تضطر الشركة الصينية لاحقا لحذفها".
وتابعت المعلوملت أن "شركة الملابس الصينية فتحت تحقيقا فعلا قبل أيام، ليس بسبب صورة شبيه بشار، ولكن بعد استخدام وجه متهم بالقتل، رغم أنه مسجون حاليا، في الترويج لملابسها".
وأوضحت أن "شركة شي إن لم تقدم اعتذارا بسبب التشابه مع صورة الرئيس السوري المخلوع، بل بسبب استخدام صورة خاطئة لشخص متهم بجرائم، وقد تم سحب الصورة فورا من موقعها، وأن بعض الحسابات الرقمية حاولت استغلال القصة المتداولة عالميا عبر استخدام السخرية والادعاءات المبلغ فيها، ما ساهم في انتشار الخبر بسرعة".
