روسيا وإيران… في التوقيت السعودي

russian-flagj

شهدت الأيام القليلة الماضية تطورات مهمة على الساحة الخليجية وتحديداً السعودية، مؤكدةً ما سبق أن قلناه عن دور كبير ومؤثر للملكة ومنطقة الخليج على الأوضاع العالمية والإقليمية .
فزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للرياض واجتماعه مع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي، رسمت الإطار الذي من خلاله تنظر موسكو إلى الخليجيين لجهة تقدير حيادية الخليج تجاه حرب أوكرانيا وعدم انخراطهم في العقوبات الدولية المفروضة على روسيا، ولجهة امتناع الخليج وبخاصة المملكة العربية السعودية الى الآن من تعويض الأوروبيين عن الغاز والنفط الروسي.
الوزير لافروف وأثناء تواجده في الرياض، فوجىء باجتماع يعقده تزامناً وزراء الخارجية الخليجيين مع وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا كرسالة واضحة من الخليجيين وعلى رأسهم المملكة السعودية على التزام الحياد والقنوات المفتوحة مع الطرفين.
روسيا حالياً في مرحلة مواجهة قرار أوروبي مبدئي بوقف استيراد النفط الروسي وكذلك الغاز الروسي ولكن على مراحل إلى نهاية العام الحالي، كما تواجه حزمة عقوبات أوروبية سادسة توافق عليها الأوروبيون رغم بعض التحفظات والانقسامات الداخلية.
كما تواجه روسيا قراراً أميركياً بزيادة المساعدات العسكرية النوعية لأوكرانيا الى جانب المساعدات الأوروبية وسواها .
اذاً روسيا في طور محاولة التخفيف من وطأة العقوبات عليها ولذلك تضع آمالاً كبيرة على الحياد الخليجي الذي يساعدها بصورة غير مباشرة، لكن بالمقابل وكما لكل شيء ثمنه، فإن موسكو تعي تماماً أن هذا الحياد من شأنه إلزامها بالتعاون في تأمين مصلحة الخليج ولا سيما المملكة العربية السعودية ودولة الأمارات العربية المتحدة، وفي طليعة هذه المصلحة الملف اليمني أي الموضوع الإيراني .
موسكو، ومنذ انتهاء الحرب الأهلية في سوريا محرجة في تعاونها مع طهران، ومن خلال منصتي أستانا وسوتشي حاولت عبر إدخال الفريق التركي تمويه فكرة الثنائية الروسية الإيرانية خصوصاً أن الرئيس فلاديمير بوتين لطالما تعاون مع الإسرائيليين وسهّل لهم ضرب الوجود الإيراني في سوريا .
واليوم ستجد موسكو نفسها مضطرةً إلى الابتعاد عن الإيراني أكثر وإلى دعم الجهود السعودية لحل الملف الحوثي في اليمن، بما يشي بمرحلة توتر في العلاقات الروسية- الإيرانية نتيجة انضمام موسكو الى الدول التي تضغط على إيران لوقف الحرب في اليمن ووقف تهديد الأمن الخليجي وزعزعة استقراره .
إيران المحاصرة من فيينا وتوقف محادثاتها ومن الخليجيين ولا سيما السعوديين غير المتحمسين لاستمرار الحوار معها في العراق ومن تحالفات دول المنطقة مع بعضها وبين بعضها وإسرائيل التي خسرت أكثريتها البرلمانية كما في العراق كذلك في لبنان، تحاول تسريع الحوار الإيراني- السعودي كسباً لورقة، في وقت ترد الرياض بضرورة بناء الثقة قبل أي تقدم وأي اتفاق .
والثقة السعودية والخليجية معدومة بإيران التي، وفي نفس وقت سعيها للتفاوض مع السعوديين، تنشىء مخيمات لتجنيد سوريين ترسلهم من سوريا الى إيران ومن هناك الى اليمن للانضمام للحوثيين والقتال ضد المملكة ودول الخليج.

هكذا يبدو جلياً دور التوقيت السعودي والخليجي المؤثر والفاعل على مجمل المشهدية الدولية والإقليمية .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: