“سقوط حماة”… سيطرة النظام تتبدد؟

Anti-government figthers drive an armoured vehicle on the highway to Damascus, as they reach the town of Suran north of Syria's Hama city on December 3, 2024. Islamist-led rebels advanced on Syria's fourth-largest city Hama on December 3, buoyed by their lightning capture of swathes of the north in an offensive that ended four years of relative calm. (Photo by OMAR HAJ KADOUR / AFP)

أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة اليوم الخميس عن “السيطرة على مدينة حماة، رابع كبرى المدن السورية والواقعة في وسط البلاد، بعد أيام على سيطرتها على حلب في إطار هجوم مباغت”.

واقتحمت الفصائل بقيادة هيئة تحرير الشام المدينة بعد معارك ضارية مع قوات النظام لتعلن عن “إخراج مئات السجناء بينهم لبنانيين من سجن حماة المركزي الذي دخلته أيضاً”.

وهيئة تحرير الشام مصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وكانت سابقاً تحت مسمى جبهة النصرة قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة الإرهابي.

وأقرّ الجيش السوري بـ”خسارته مدينة حماة الاستراتيجية”، معلناً في بيان عن أن “وحداته العسكرية المرابطة في المدينة قامت بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة”.

كانت فصائل المعارضة تحاول منذ مطلع الأسبوع التقدم إلى حماة، التي تعد مدينة استراتيجية في عمق سوريا، تربط حلب بدمشق. وتقع المدينة على بعد 213 كم شمال دمشق و46 كم شمال حمص وتبعد عن مدينة حلب بحوالي 135 كم،

وبعد سيطرتها على عشرات البلدات ومعظم مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، وصلت الفصائل المسلحة يوم الثلثاء إلى “أبواب” مدينة حماة التي تعتبر استراتيجية للجيش لأن حمايتها ضرورية لتأمين العاصمة دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.

ظلت حماة خاضعة لسيطرة الحكومة خلال الحرب الأهلية التي اندلعت منذ 2011 بعد انتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

تقع المدينة على بعد أكثر من ثلث الطريق من حلب إلى دمشق وستفتح السيطرة عليها الطريق أمام تقدم المعارضة المسلحة صوب حمص، وهي مدينة رئيسية في وسط البلاد تعد تقاطع طرق يربط أغلب المناطق المكتظة بالسكان في سوريا.

وحماة مهمة أيضاً لبسط السيطرة على مدينتين قريبتين تضمان أقليات دينية وهما محردة التي يقطنها الكثير من المسيحيين، والسلمية التي يقطنها عدد من أبناء الطائفة الإسماعيلية وهي إحدى فرق الشيعة.

تقطن حماة أغلبية سنية قوامها 700 ألف في تقديرات سبقت الحرب الأهلية، وتعد واحدة من أقدم المدن السورية، إذ عمّرها البشر منذ العصر البرونزي والعصر الحديدي وتشتهر بالحصون والنواعير الاثرية.

تقع حماة على ضفاف نهر العاصي، وهو أحد الأنهار الرئيسية في سوريا ومن أبرز معالمها النواعير، التي يعود تاريخ بعضها إلى العصور الوسطى وقلعة حماة التاريخية وجامع النوري الكبير أقدم وأهم مساجد المدينة، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد.

موقعها الجغرافي المهم يجعلها نقطة وصل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، إذ تربط الطرق السريعة الرئيسية فيها مدناً هامة مثل دمشق وحلب وحمص واللاذقية.

شهدت المدينة بعضاً من أكبر التظاهرات في بداية الانتفاضة المؤيدة للديموقراطية العام 2011 والتي أشعل قمعها الحرب الأهلية.

كذلك شهدت حماة “مذبحة” في 1982 على أيدي الجيش في عهد الرئيس السوري السابق حافظ الأسد أثناء قمع تمرد قادته جماعة الإخوان المسلمين.

في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات سعت جماعة الإخوان المسلمين السورية إلى الإطاحة بالرئيس السوري آنذاك وحكومته عن طريق اغتيالات سياسية وحرب عصابات.

وفي شباط العام 1982 نصبت جماعة الإخوان المسلمين كميناً لقوات حكومية كانت تبحث عن معارضين في حماة.

هاجمت قوات حكومية سورية المدينة وأزالت أحياء قديمة في حماة لسحق الانتفاضة المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين التي احتمت في المدينة.

تتراوح أعداد القتلى في العمليات التي دامت لـ3 أسابيع في حماة بين 10 آلاف وأكثر من 30 ألفاً من إجمالي السكان الذي كان 350 ألفاً، وفقاً لتقديرات.

وقالت جماعات سورية مدافعة عن حقوق الإنسان في حينه إن “نساء وأطفالاً وكباراً في السن كانوا بين القتلى في حملة القمع التي أرغمت الآلاف على الفرار من المدينة”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: