لأول مرة منذ دعا إلى انتخابات وطنية مبكرة بعد هزيمة ساحقة لحزبه في مواجهة أقصى اليمين في الانتخابات الأوروبية، خطب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في الناخبين الفرنسيين لأول مرة اليوم الأربعاء مؤكداً أن الدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة كانت الطريق الوحيد أمامه.
كما دعا ماكرون الأحزاب الديمقراطية إلى التحالف معه قبل الانتخابات وقال "أدعو كل من يقول "لا" لأحزاب أقصى اليمين إلى التحالف معي".
وتابع الرئيس الفرنسي "نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي تحمل رسالة واضحة ولا يمكن تجاهلها".
حل الجمعية الوطنية
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن مساء الأحد، حلّ الجمعية الوطنية (مجلس النواب) وتنظيم انتخابات تشريعية جديدة، بعد فوز أقصى اليمين الفرنسي في الانتخابات الأوروبية بفارق كبير عن معسكر الغالبية الرئاسية.
وقال ماكرون في خطاب للأمة من قصر الإليزيه الرئاسي: "لقد قررت أن أعيد لكم خيار مستقبلنا البرلماني من خلال التصويت. ولذلك فإنني أحل الجمعية الوطنية".
ولتبرير هذه الانتخابات المبكرة، قال ماكرون إن فرنسا "بحاجة إلى غالبية واضحة للعمل في هدوء ووئام"، مشددا على أنه "سمع" رسالة الفرنسيين ومخاوفهم. وقال "لن أتركهم من دون إجابة".
كما أضاف أن نتائج الانتخابات الأوروبية "ليست جيدة للأحزاب التي تدافع عن أوروبا"، مشيرا إلى أن أقصى اليمين حصد "ما يقرب من 40% من الأصوات" في فرنسا.
وقد فاز أقصى اليمين الفرنسي بقيادة جوردان بارديلا الأحد بالانتخابات الأوروبية في فرنسا بحصوله على نسبة تتراوح بين 31.5 و32.5% من الأصوات، أي ضعف ما حققه حزب الرئيس إيمانويل ماكرون على ما أظهرت تقديرات معهدي الاستطلاع إيفوب وأيبسوس.
فشل مدوي
وحل في المرتبة الثانية حزب الغالبية الرئاسية مع 15% من الأصوات وأتت في المرتبة الثالثة تشكيلة الاجتماعي-الديمقراطي رافاييل غلوكسمان مع 14%.
ويشكل ذلك فشلاً مدوياً لغالبية الرئيس الفرنسي التي كان "التجمع الوطني" المنتمي لأقصى اليمين يسبقها في انتخابات العام 2019 بنقطة مئوية واحدة بحصوله على 23.34% في مقابل 22.42 % للغالبية الرئاسية حينها.
إثر إعلان هذه التقديرات طالب بارديلا البالغ من العمر 28 عاماً بانتخابات تشريعية في فرنسا.
وتهرع أحزاب المعارضة على اليمين واليسار لتشكيل تحالفات وحشد مرشحين في الانتخابات التشريعية المبكرة التي ستجرى في الفترة بين 30 حزيران و7 تموز.
ورغم انقساماتهم، اتفقت أحزاب اليسار مساء الاثنين على تشكيل تحالف يضم حزب الخضر، والحزب الاشتراكي، والشيوعي، وأقصى اليسار الذي يرأسه جان لوك ميلينشون.