فتحت شركة "مايكروسوفت" تحقيقاً عاجلاً في مزاعم بأن إسرائيل استخدمت تكنولوجيا الشركة لمراقبة الفلسطينيين.
ويبحث التحقيق اعتماد وحدة التجسس 8200 على منصة تابعة لـ"مايكروسوفت" لتخزين مكالمات للفلسطينيين، فيما أعربت الشركة عن قلقها من معلومات عن استخدام استخباري إسرائيلي لتسجيلات مخزنة بمنصتها لقصف مواقع في غزة.
وقالت الشركة يوم امس الجمعة، إن المراجعة الرسمية جاءت رداً على تحقيق أجرته صحيفة "الغارديان"، كشف اعتماد وكالة التجسس "الوحدة 8200" على منصة "مايكروسوفت" السحابية "آزور (Azure)" لتخزين مجموعة ضخمة من المكالمات الهاتفية اليومية للفلسطينيين.
ووجد تحقيق "الغارديان" أن الوحدة 8200 استخدمت منطقة مخصصة ومنفصلة داخل "Azure" لتخزين تسجيلات ملايين المكالمات التي تتم يومياً في غزة والضفة الغربية.
وقالت "مايكروسوفت" في بيان إن "استخدام Azure لتخزين ملفات بيانات المكالمات الهاتفية التي تم الحصول عليها من خلال مراقبة واسعة النطاق أو جماعية للمدنيين في غزة والضفة الغربية" محظور بموجب شروط الخدمة الخاصة بها.
يذكر أن التحقيق هو المراجعة الخارجية الثانية التي تكلفت بها "مايكروسوفت" بشأن استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنيتها.
إذ أُطلق التحقيق الأول هذا العام وسط خلافات داخل الشركة وتقارير نشرتها صحيفة "الغارديان" وغيرها حول اعتماد إسرائيل على تكنولوجيا الشركة خلال هجومها على غزة.
وعند الإعلان عن نتائج التحقيق في أيار الماضي، قالت "مايكروسوفت" إنها "لم تجد حتى الآن أي دليل" على أن الجيش الإسرائيلي لم يمتثل لشروط الخدمة أو استخدم ""Azure لاستهداف أو إيذاء أشخاص في غزة.
ومع ذلك، أثار التحقيق الأخير لصحيفة "الغارديان" مخاوف بين كبار المسؤولين التنفيذيين في "مايكروسوفت" بشأن احتمال قيام بعض موظفيها في إسرائيل بإخفاء معلومات حول كيفية استخدام الوحدة 8200 لـ"آزور" عند استجوابهم كجزء من المراجعة.
ولفتت "مايكروسوفت" يوم الجمعة، إلى أن التحقيق الجديد سيوسع نطاق التحقيق السابق، مضيفة: "تقدر مايكروسوفت أن التقرير الأخير لصحيفة الغارديان يثير مزاعم إضافية ودقيقة تستحق مراجعة كاملة وعاجلة".
في حين قالت عدة مصادر في "مايكروسوفت" مطلعة على المداولات الداخلية إن قيادة الشركة تشعر بالقلق إزاء المعلومات الواردة من مصادر الوحدة 8200 التي تمت مقابلتها من أجل المقال، بما في ذلك الادعاءات بأن المعلومات الاستخباراتية المستمدة من مستودعات المكالمات الهاتفية المحفوظة في "Azure" قد استُخدمت للبحث عن أهداف القصف في غزة وتحديدها.
أدى قصف إسرائيل لغزة على مدى 22 شهراً، والذي بدأ بعد الهجوم الذي قادته "حماس" في 7 تشرين الاول/أكتوبر 2023، إلى مقتل أكثر من 60 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، وفقاً للسلطات الصحية في المنطقة، على الرغم من أن العدد الفعلي للقتلى من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير.