كشف تقرير لمعهد دراسة الحرب عن سحب روسيا لكامل أسطولها البحري من قاعدة طرطوس في سوريا، في خطوة قد تشير إلى أن موسكو لا تنوي إرسال تعزيزات كبيرة لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في المستقبل القريب.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية، التي التُقطت في الثالث من أيلول الجاري، إخلاء روسيا لثلاث فرقاطات حربية، غواصة، وسفينتين مساعدتين من القاعدة البحرية.
وتتضمن السفن التي جرى سحبها فرقاطتي “الأدميرال غورشكوف” و”الأدميرال غولوفكو”، وفرقاطة “الأدميرال غريغوروفيتش”، إضافة إلى الغواصة “نوفوروسيسك” وناقلتي نفط. ووفقًا للتقرير، أفادت المديرية العامة للاستخبارات العسكرية الأوكرانية بأن موسكو قامت بنشر قوات من “فيلق أفريقيا” في سوريا، وهو الفيلق الذي أنشأته وزارة الدفاع الروسية ليحل محل مجموعة “فاغنر” في القارة الأفريقية بعد مقتل مؤسسها يفغيني بريغوجين.
ورغم أن معهد دراسة الحرب لم يتمكن من التحقق بشكل مستقل من صحة التقارير حول نشر عناصر من “فيلق أفريقيا” في سوريا، إلا أنه أشار إلى أن “هذه التقارير قد تعكس محاولة القيادة العسكرية الروسية لتجنب إعادة نشر قواتها العسكرية النظامية من مسرح عملياتها الأولوي في أوكرانيا إلى سوريا”.
وأوضح المعهد أن “الإخلاء الروسي لقاعدة طرطوس والنقل المحتمل للقوات يعكس قلق موسكو من تقدم قوات المعارضة السورية نحو جنوب حماة، مما قد يهدد القاعدة البحرية”.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا، نشرت موسكو سفنًا في ميناء طرطوس، الذي يعد المنشأة البحرية الروسية الدائمة الوحيدة خارج حدود الاتحاد السوفياتي السابق. وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الجيش السوري هجومًا مضادًا في محافظة حماة، حيث تمكن من دفع الفصائل المعارضة المسلحة التي حققت تقدمًا في شمال البلاد بعد هجوم بدأ الأسبوع الماضي، وقد أسفر هذا الهجوم عن إخفاق الفصائل في السيطرة على جبل زين العابدين قرب مدينة حماة، حيث شنت القوات السورية هجومًا مضادًا بدعم جوي.
وفي وقت سابق، كانت هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها قد شنت هجومًا واسعًا في 27 تشرين الثاني، أدى إلى خروج حلب عن سيطرة القوات الحكومية للمرة الأولى منذ بدء النزاع في عام 2011، كما تمكنت الفصائل من السيطرة على قرى وبلدات في محافظتي حماة وإدلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “الفصائل المعارضة تقترب من مدينة حماة، التي شهدت تحركات احتجاجية واسعة في بداية النزاع”.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن “وحدات الجيش السوري تواصل عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية في ريف حماة الشمالي”، حيث تدور اشتباكات عنيفة شمال شرق المدينة، وأسفرت المعارك والقصف عن مقتل نحو 600 شخص، معظمهم من المسلحين، إضافة إلى نحو 100 مدني.
من جانب آخر، أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن “المعارك المتجددة أدت إلى نزوح نحو 50 ألف شخص من منطقة إدلب وشمال حلب، أكثر من نصفهم من الأطفال”.
ويستمر النزاع في سوريا منذ عام 2011، مخلفًا أكثر من نصف مليون قتيل، وملايين النازحين، بالإضافة إلى تدمير واسع للبنى التحتية والاقتصاد.