ارتفعت الأصوات المعارضة لتوسيع العملية الإسرائيلية في قطاع غزة، مع إعلان الجيش الإسرائيلي أنه بدأ مرحلة جديدة في عمليته الحالية تحت عنوان "عربات جدعون" التي تهدف إلى احتلال ثلاثة أرباع القطاع.
ووجّه عميت هليفي من حزب الليكود، في تصريح، انتقادات لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، مؤكداً أنهما لا يملكان خطة واضحة لحسم الحرب في قطاع غزة، ومتّهماً إياهما بتضليل الرأي العام بشأن حجم الإنجازات المحققة.
وقال هليفي لصحيفة يديعوت أحرونوت: "هذه حرب احتيالية. لقد كذبوا علينا بشأن إنجازات الحرب. نحن في خطة قتال فاشلة منذ 20 شهراً. دولة إسرائيل غير قادرة على حسم الحرب مع "حماس". هناك فجوات كبيرة بيننا وبين أعدائنا. في كل الحروب عرفنا كيف نهزم أعداءنا، لكن لا نستطيع ذلك مع "حماس". يتحدثون هنا بمفاهيم ذات أبعاد سياسية لا عسكرية: تدمير، تفكيك، ضرب، لكن لا يوجد حسم."
جاءت تصريحات هليفي بعد أيام من فصله من عضوية لجنة الخارجية والأمن من قِبل حزب "الليكود"، على الخلفية نفسها.
وكانت "يديعوت أحرونوت" قد كشفت أنه صوّت يوم الأحد الماضي، في اجتماع لجنة الخارجية والأمن ضد توجه حزبه والحكومة من أجل تمديد أوامر استدعاء جنود الاحتياط.
وكانت الائتلاف قد فشل في الجلسة السابقة في حسم المسألة، كما فشل هذه المرة بشكل صارخ بعد أن انضم هليفي بشكل غير معتاد إلى أعضاء المعارضة وصوّت ضد قرار الائتلاف.
وذكرت "أحرونوت" أن هذا الموقف أثار مشادة كبيرة بين هليفي ووزير الدفاع يسرائيل كاتس. وبعد أن استمع كاتس إلى هليفي، هاجمه قائلاً: "أنت لا تفهم شيئاً"، وصرخ: "أنت تتحدث بالهراء".
ليردّ عليه هليفي بالقول: "لا توجد اليوم خطة عملياتية، يمكن أن تحسم المعركة ضد "حماس".
ووفق "يديعوت أحرونوت"، فإن كاتس هاجم في يوم لاحق، عبر مجموعة داخلية لأعضاء "الليكود"، هليفي وشبّهه برئيس حزب الديمقراطيين، النائب يائير غولان، كما وصفه بالجاهل وطالب بإسقاطه.
وعندما سألت "يديعوت أحرونوت" هليفي عن قرار فصله، قال إنه من المحزن أن يتم فصل نائب لأنه قام بعمله. وتابع: "تم إرسالي للإشراف على أداء الحكومة والجيش. أطرح أسئلة، ولا أحصل على معلومات، أرسل رسائل وأتلقّى أجوبة مراوغة. ثم يُطلب مني أن أكون ختماً مطاطياً، وأرسل الجنود لخطة عملياتية لن تحقق الحسم!"
هليفي رفض الردّ على كاتس، وقال إنه لن يضيّع وقته، مشيراً: "على كاتس أن يجيب عن الأسئلة التي يطرحها حول الحرب وليس أن يصرخ ويهين ويشتم ويهاجم."
يذكر أن الانتقادات العلنية المفاجئة من هليفي، جاءت بعد أيام من تصريحات غولان، التي أثارت عاصفة سياسية في إسرائيل وجدلاً واسعاً، بعدما قال إن أي دولة عاقلة لا تشن حرباً على المدنيين، ولا تقتل الأطفال هواية، ولا تنتهج سياسة تهجير السكان.